موسكو – (رياليست عربي): في تصعيد جديد للأزمة بين روسيا وأوكرانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية (مينوبوروني) تنفيذ ضربات دقيقة على منشآت الصناعة العسكرية الأوكرانية، وذلك ردا على الهجمات التي تشنها القوات المسلحة الأوكرانية على الأراضي الروسية، وجاء هذا الإعلان في بيان رسمي نشر يوم 27 مايو 2025، حيث أكدت موسكو أن هذه الضربات تأتي كإجراء انتقامي لوقف ما وصفته بـ”العمليات الإرهابية” التي تستهدف البنية التحتية المدنية والعسكرية الروسية.
وفقًا للبيان الرسمي، استهدفت القوات الروسية عددا من المواقع الاستراتيجية التابعة للمجمع الصناعي العسكري الأوكراني، والتي تشارك في إنتاج وتطوير الأسلحة والمعدات العسكرية المستخدمة في الصراع. وشملت هذه الضربات مصانع ذخيرة ومنظومات دفاع جوي ومراكز إصلاح وتطوير المعدات العسكرية. وأكدت موسكو أن العملية تمت باستخدام صواريخ عالية الدقة لتجنب الإصابات المدنية قدر الإمكان، رغم أن التقارير الأوكرانية ذكرت سقوط ضحايا بين المدنيين في بعض المناطق.
من جانبها، نفت أوكرانيا صحة بعض هذه الادعاءات، مشيرة إلى أن الهجمات الروسية طالت منشآت مدنية وأدت إلى تدمير البنية التحتية في عدة مناطق. كما أعلنت كييف عن نيتها تقديم شكوى إلى الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية، متهمة روسيا بانتهاك القانون الدولي. وفي المقابل، أكدت موسكو أن عملياتها العسكرية تتماشى مع قوانين الحرب، وأنها تستهدف فقط المواقع العسكرية المشروعة.
هذا التصعيد يأتي في إطار استمرار حرب الاستنزاف بين الجانبين، حيث تشن أوكرانيا هجمات متكررة على مناطق داخل الأراضي الروسية، بينما ترد موسكو بضربات أكثر قوة. وقد حذر خبراء عسكريون من أن هذا النمط من التبادل العسكري قد يؤدي إلى تصعيد غير محسوب، خاصة مع تقارير عن استخدام أسلحة متطورة من كلا الجانبين.
في السياق الأوسع، يبدو أن روسيا تسعى إلى إضعاف القدرة العسكرية الأوكرانية عبر استنزاف صناعتها الدفاعية، بينما تحاول أوكرانيا الحفاظ على زخم هجماتها بدعم غربي متواصل. وتشير تحليلات إلى أن هذه الضربات الروسية قد تؤثر على قدرة أوكرانيا في الحصول على أسلحة محلية الصنع، مما يزيد من اعتمادها على المساعدات العسكرية الغربية.
بالتالي، يبدو أن الصراع بين روسيا وأوكرانيا يدخل مرحلة جديدة من التصعيد المتبادل، حيث تتبادل الأطراف الضربات بعيدا عن خطوط المواجهة المباشرة. ومع استمرار الغموض حول إمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي، يبقى المدنيون هم الأكثر تضررا في هذه الحرب التي لا تبدو لها نهاية قريبة.