بغداد – (رياليست عربي): يتميز شهر رمضان في العراق بعادات متوارثة بعضها أصبح عرضة للاندثار بفعل المتغيرات المرتبطة بنمط الحياة الحديثة، والاضطرابات التي هزّت البلاد في السنوات العشرين الأخيرة، طبقاً لقناة “سكاي نيوز عربية“.
ولا تزال العراق من بين الدول التي تحافظ على الطقوس الرمضانية، حيث لا يزال يظهر المسحرجي، الذي هو شخصية فلكلورية مشهورة يطلق عليها في بعض الدول المسحراتي، كما يسمى في بعض مناطق العراق، بـ”أبو طبل”، نسبة للآلة التي يحملها، وهي “الطبلة” التي يدق عليها وهو يتجول قبل الفجر في الشوارع ليذكّر سكانها بتناول وجبة السحور قبل أن يرفع أذان الفجر.
وكان أهالي بغداد يعتمدون بشكل تام على “المسحرجي” في إيقاظهم ويعتبرونه من أساسيات شهر الصيام، لكن مع التطور وظهور الساعات الحديثة، ضعف دور هذه الشخصية، وكاد يختفي وخصوصا في سنوات الاضطراب الأمني.
إلى ذلك، تنتشر في العراق أيضاً لعبة تدعى لعبة “المحيبس” التراثية التي تستهوي العراقيين من لاعبين ومشجعين، وتمارس في الأحياء والمقاهي الشعبية منذ مئات السنين، وفي لعبة “المحيبس”، يتكون فريقان بعدد مُتساوٍ من اللاعبين، وقد يصل العدد إلى مائة شخص لكل فريق، ويتم إخفاء خاتم، ويبدأ فريق في رحلة طويلة للكشف عن الخاتم وانتزاعه من الفريق الآخر، وخلال السنوات القليلة الماضية، عادت اللعبة وبقوة عبر تشكيل رابطة مختصة، وبرعاية قنوات فضائية، مع تأسيس فرق شعبية لها، وهو ما أعطاها حضورا أقوى.
كذلك، تحافظ العراق على تبادل الاطباق الرمضانية بين الأقارب والجيران إلى الآن، حيث يرسلون كمية من إفطارهم وشرابهم للجيران، في تقليد يعزز روح المشاركة والتعاضد بين الناس، وبما يضفي المزيد من الحميمية والروحانية على أجواء رمضان، فضلاً عن حمل المصلين بعض الأطباق إلى المسج مع رفع آذان المغرب.
هذه العادات العربية الأصيلة تبيّن أن الإنسان العربي مهما اشتدت عليه الظروف، لا يمكن أن يتخلى عن طبيعته الكريمة وإيثاره القريب والجار، بطبيعة الحال، فكيف وإن كان ذلك في شهر الرحمة والغفران.