الجزائر – (رياليست عربي): وسط التطورات الإقليمية والعالمية الحالية، لم يستطع العرب رأب صدع خلافاتهم، على الرغم من وجود خطوات وصفت بالإيجابية والباعثة على الأمل والمتمثلة بمواقف إماراتية وعمانية وأردنية ومصرية وعراقية وجزائرية تجاه الملف السوري على سبيل المثال.
وبالتزامن مع الاستحقاقات الإقليمية الحالية الممثلة بمفاوضات النووي الإيراني، وأزمة أوكرانيا، واشتداد حرب اليمن ومفرزاتها الأمنية ، تعود من جديد مسألة انعقاد القمة العربية المؤجلة، بعد جدل واسع في الأوساط العربية.
فقد أكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أنه لا يوجد أي خلاف بين القادة العرب من أجل تنظيم القمة العربية المقبلة في الجزائر، مؤكداً أنها ستعقد في الربع الأخير من العام الجاري.
وخلال لقاء مع ممثلي الصحافة المحلية، قال تبون إنه لا يوجد أي خلاف بل بالعكس، لم نجد إلا التشجيع من قبل الأشقاء القادة العرب، سواء من الخليج أو مصر الشقيقة وتونس واليمن الذين ينتظرون انعقاد القمة العربية بالجزائر، مضيفاً: كل الأشقاء العرب ينتظرون القمة نظراً لسياسة الجزائر القائمة على البقاء على مسافة واحدة بين الفرقاء وعدم تسببها في سكب الزيت على النار لإثارة الفتن بين الدول، بل تحاول لم الشمل بين الدول قدر المستطاع، معرباً عن أمله في أن تخرج قمة الجزائر بنتائج إيجابية جداً، لا سيما وأن العالم العربي يحتاجها، خاتماً بالقول: كفانا من التفرقة.
وعن موعد عقد القمة، قال الرئيس تبون إنه سيتم خلال اجتماع رسمي لوزراء خارجية الدول العربية المقرر في مارس/ آذار المقبل بالقاهرة، الترسيم النهائي لتاريخ انعقاد القمة الذي سيكون في الثلاثي الأخير من السنة الجارية، والذي قد يرتبط بيوم تاريخي بالنسبة للجزائر.
وفي وقت ساق كان قد قيل على لسان مستشار الشؤون العسكرية للأمين العام لجامعة الدول العربية، محمود خليفة، أن مقعد سوريا في جامعة الدول العربية لم يُلغ، المقعد مجمّد، لحين توافر ظروف معينة داخل سوريا وداخل الإطار العربي”؛ مؤكداً أن عودة سوريا ستكون قريبة جداً، و”هناك أفكار مطروحة وموجودة لعودتها، معبراً عن تمنياته في أن تستقر وتزداد قوة، بتواجدها بين الأشقاء العرب.
وعن الرابط بين تأجيل موعد انعقاد القمة العربية إلى الثلث الأخير من هذا العام، وبين عودة سوريا، يُقال بأن الهدف مما يجري هو إعطاء وقت كافي لبلورة اتفاق بين العرب ودمشق من أجل عودة الأخيرة بما يرضي الجميع، ويحظ ماء الوجه لهم على حد سواء، إذ تم الإعلان سابقاً بأن القمة ستُعقد في موعدها خلال شهر مارس/ آذار، ثم تم بعدها الإعلان بأن الاجتماع العربي سيكون على مستوى وزراء الخارجية العرب، وأن موعد الانعقاد سيكون خلال الثلاث أشهر الأخيرة من العام الحالي.