أنقرة – (رياليست عربي): بعد أن عكست أنقرة نظرية صفر مشاكل، واستبدلتها بسلة متخمة من التوترات مع جيرانها، العراق وسوريا وأرمينيا وقبرص واليونان، عاد حزب العدالة والتنمية، لاتباع ذات السياسة التي رسمها أساساً أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي السابق الذي تحول إلى أكبر معارضي العدالة والتنمية حالياً.
بدأت القضية بزيارة وفد إماراتي إلى أنقرة، تم الإعلان عن أموال استثمارية إماراتية في تركيا، ودار الحديث عن عودة للمياه إلى مجاريها بين النظام الحاكم في تركيا وبين الدول الخليجية المتوجسة من دور لأنقرة يهدد مصالحها وأمنها.
وفي محطة تالية للمحاولات التركية تلافي مشاكلها، ذكر فؤاد أوقطاي، نائب الرئيس التركي، أن رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان، من المخطط أن يزور تركيا في شهر مارس/ آذار في إطار جهود تطبيع العلاقات بين البلدين.
تريد أنقرة طي صفحة المشاكل مع أرمينيا، خصوصاً بعد مشاكل إقليم قره باغ والحرب الأرمينية – الأذربيجانية، وسط تساؤلات ما إذا كانت أنقرة ستقدم بخطوة مشابهة نحو اليونان من أجل مسألة التنقيب في حوض المتوسط، فضلاً عن مشكلة جزيرة قبرص.
وسط ذلك تتجه الأنظار أيضاً إلى إمكانية حصول تقارب تركي – خليجي بعد زيارة الوفد الإماراتي لأنقرة، وما إذا كان سيحصل تقارب سعودي – تركي أو شراكة سياسية في هذه المرحلة الحرجة من عمر المنطقة.
فيما يتساءل البعض ما إذا كان التطبيع بين الإمارات وتركيا من جهة، وبين تركيا وأرمينيا من جهة أخرى سينعكس على الملف السوري، ليرد آخرون بأن تلك الملفات منفصلة عن ملف سوريا، إذ أن الأخير متشابك ومختلف عن غيره من الملفات بالنسبة لتركيا، فأنقرة على قطيعة مع دمشق، وهي تحتل الشامل السوري، فضلاً عن وجود ملف الميليشيات المسلحة وعلى رأسها تنظيم تحرير الشام وما يُسمى بالجيش الوطني كأمر واقع حتى الآن.
بالتالي أي خرق في العلاقات التركية – السورية لن يحدث في الوقت القريب لأنه بحاجة إلى عدة عوامل وشروط قبل ذلك وهي صعبة التحقق حالياً، مما يعني بأن الملف السوري سيكون أكثر الملفات سخونة بالنسبة لتركيا، وهو المستثنى من سياسة صفر مشاكل لا سيما مع وجود تسريبات تتحدث عن نية أنقرة تعويم تحرير الشام على حساب باقي الفصائل، إذ تم الحديث عن عرض سيُقدم لتحرير الشام بالتمدد في شمال وشرق حلب.
خاص وكالة رياليست.