باريس – (رياليست عربي): يجري قادة كل من فرنسا وألمانيا زيارتين إلى أوكرانيا وروسيا في مساعٍ دبلوماسية جديدة لخفض التوتر، في ظل الحشد والحشد المضاد بين موسكو وواشنطن، وضمن محاولات برلين للعودة للصف الأوروبي بعدما عزفت منفردة منذ بداية الأزمة، طبقاً لقناة “سكاي نيوز عربية“.
يلعب الجانب الفرنسي دوراً وسطياً على عكس الجانب الألماني، الذي ينتهج سياسة شبه مطابقة للموقف الأمريكي، خاص مع التصعيد الإعلامي الأخير بين برلين وموسكو على خلفية إيقاف بث قنوات إعلامية بين الجانبين، في حين أن هذه الزيارة تأتي في وقت حرج وحسّاس، خاصة مع آخر المعلومات المتوافرة عن وصول قوات أمريكية إلى بولندا، في إشارة تصعيدية واضحة من الجانب الغربي ضد روسيا، فكيف ستستطيع باريس وبرلين رأب الصدع؟
وقبل يومين، أجرى رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، زيارة إلى أوكرانيا، أكد خلالها أن أي غزو روسي لأوكرانيا سيكون كارثة، لافتاً إلى أن تداعيات الأزمة سترتد على موسكو التي تقول إن الغرب لا يراعي مطالبها الأمنية، هذه التصريحات وغيرها تبيّن هدف الغرب من جعل روسيا وكأنها دولة استعمارية، رغم أنه وعلى المستوى الرسمي الروسي تم نفي هذه الذريعة كلياً، من اجتياح أوكرانيا، إلا أن الغرب لا يريد التهدئة.
وسعياً لخفض التوتر في الأزمة الأوكرانية، يلتقي الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، الإثنين، في موسكو ثم الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، الثلاثاء، في كييف، وفق ما أعلن قصر الإليزيه، وذلك سعياً للتوسط في الأزمة، وقال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، غابرييل آتال إنّ “مهمة فرنسا أن يكون لها دور قيادي في الجهود المتعددة الطرف بهدف نزع فتيل التصعيد”.
وأضاف أنّ “هذا النزاع مفتوح منذ أشهر عدة، وعقدت اجتماعات كثيرة بمبادرة من فرنسا. لقد حقّقنا تقدّماً صلباً في الأسابيع الأخيرة، وخصوصاً عبر اجتماع بالغ الأهمية (في 26 يناير) مع المستشارين الدبلوماسيين لرؤساء الدول والحكومات في بلدان آلية النورماندي، روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا”، لافتاً إلى أنّ هذا الاجتماع استمر “نحو تسع ساعات، توصل بعدها (المستشارون) إلى بيان مشترك هو الأول منذ ديسمبر 2019 للتذكير بالتزام نزع فتيل التصعيد”.
وفي سياقٍ متصل، يزور المستشار الألماني أولاف شولتز في 14 فبراير/ شباط كييف قبل أن ينتقل في اليوم التالي إلى العاصمة الروسية ليجتمع بدوره مع بوتين، ووفق المتحدث باسم الحكومة الألمانية فولفغانغ بوشنر فإنه “إضافة الى المحادثات الثنائية، سيتم التركيز على الموضوعات الدولية وبينها مسائل الأمن”.
ويشكل اللقاء بين شولتس وبوتين أول زيارة يقوم بها المستشار الألماني لروسيا منذ توليه منصبه في ديسمبر الماضي، ويؤخذ على شولتس أنّه تبنى مواقف غير ثابتة في شأن أوكرانيا وخصوصاً بعدما رفضت ألمانيا تسليم أسلحة لكييف.
الرد الروسي واضح في هذا السياق، داعياً إلى عدم تصديق الاتهامات التي وجهتها إليها الولايات المتحدة حين اعلنت أن موسكو تعتزم فبركة شريط مصور عن هجوم أوكراني على روسيا لاستخدامه ذريعة لغزو جارتها، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف حين سئل عن هذا الاتهام “أوصي بعدم تصديق ما يقوله أيّ كان في هذه المسائل، وخصوصاً وزارة الخارجية الأميركية”.