بيشيك – (رياليست عربي): بعد أن وقعت أحداث كازاخستان، وتلاها التوتر في أوكرانيا، تأتي المناوشات الحالية بين قيرغستان وطاجيكستان، إنها ليست بصدفة أن تقع كل تلك الأحداث في دول سابقة كانت تتبع الاتحاد السوفيتي، ويقع بعضها على حدود الصين.
حيث أعلنت دائرة حرس الحدود في قرغيزستان، أن مناوشات وقعت بين جنود قرغيز وطاجيك عند إحدى النقاط الحدودية بين البلدين، فيما أبلغت دوشنبه عن مقتل مدني وإصابة 6 من جنودها نتيجة الحادث.
وذكر تقرير عن الدائرة أن “المناوشات الرئيسية بين وحدات القوات الحدودية لقرغيزستان وطاجيكستان وقعت في منطقتي تورت كوتشو وشير دوبو، وأن الجانب الطاجيكي استخدم قذائف الهاون والقنابل اليدوية”.
وأشار التقرير إلى أن الوضع ساء بسبب استخدام الجانب الطاجيكي الأسلحة ضد الوحدات الحدودية القرغيزية في منطقة شير – دوبو بمنطقة باتكين”.
قد لا يكون ما حدث بين هذين البلدين مفتعلاً، لكن قد يتم استثماره في مسلسل المواجهة الجيو – سياسية بين روسيا والغرب، كما أن المراقب لخط سير التوترات سيلاحظ أنه يختار الدول التي تشكل خطراً على الأمن القومي الروسي أولاً، والصيني ثانياً.
ومما لا شك فيه أن العين تتجه نحو آسيا الوسطى بقوة كبيرة، وما انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان إلا تمهيداً مستقبلياً للدخول بقوة في تلك المنطقة عبر زرع وكلائها في أفغانستان، لتكون مركز انطلاق المخططات الأمريكية إلى دول آسيا الوسطى، فضلاً عن محاولة تضييق الخناق على روسيا والصين معاً، وأما إيران فهو تحصيل حاصل، بالتالي، الأحداث التي جرت وتجري في تلك المنطقة تشي باقتراب تفتيتها خاصة وأن وكلاء واشنطن هناك أكثر مما هو متوقع وفي مقدمتهم تركيا.
كل من طاجيكستان وقيرغستان فيهما أكثرية مسلمة، وكلاهما تنتشر فيهما الأفكار السلفية، ففي سوريا هناك الآلاف من المقاتلين المتطرفين الطاجيك إلى جانب الأوزبك، فهل سيتم إعادة تدويرهم وزجهم في الصراع مع روسيا، بحيث يتم نقلهم إلى بلدانهم؟
المراقبون يتحدثون عن ظهور جيل جديد من القادة ذوي الميول القومية في قيرغيزستان، منذ ما يسمى بالثورة الثالثة التي اندلعت في أكتوبر/ تشرين الأول 2020، وهؤلاء القادة ليس لديهم خلفية تتعلق بالهياكل السوفيتية القديمة، وتتوزع انتماءاتهم مابين قومية ودينية مذهبية وكلا الحالتين تعتبران مؤشراً لتهديد أمني بالنسبة لروسيا.
خاص وكالة رياليست.