موسكو – (رياليست عربي): ما زالت الأزمة الأوكرانية في حالة من المد والجزر، في ظل تعثر الجهود الدبلوماسية الساعية إلى الحؤول دون إقدام روسيا على اجتياح أوكرانيا المجاورة، وسط تحذيرات شديدة اللهجة من دول غربية، على رأسها الولايات المتحدة، طبقاً لوكالات أنباء.
كلمة السر
إن “غزو روسيا لأوكرانيا” كلمة السر التي يستخدمها الغرب لحشد المواقف الدولية ضد موسكو، رغم قناعة أوكرانيا ذات نفسها بأن هذا الأمر لن يحدث، وأي خلاف حالي، لا سبيل لحله سوى الجلوس معاً على طاولة الحوار، فقد تباينت الآراء حول موقف الدول من هذه الأزمة، والتي لم تكن أزمة لولا التحشيد الغرب لها وتوصيفها بأنها كارثية لا بل الذهاب إلى أبعد من ذلك بكثير.
فقد طلبت روسيا من المعسكر الغربي وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية، ضمانات مكتوبة تجنّباً لما حدث في تسعينيات القرن الماضي، عندما تنصّلت قوات حلف شمال الأطلسي من وعدها “الشفهي” من عدم التوسع شرقاً لكنها لم تلتزم وتوسعت شرقاً، ولكن ماذا حدث، تجاهل الغرب المخاوف الأمنية لروسيا، وهذا يعني إذكاء التوترات الحالية ودفعها نحو مزيد من التصعيد.
الغاية
من يربط ما يحصل في آسيا الوسطى وفي أوكرانيا، يجد صلة مباشرة تتعلق بالضغط على روسيا، ومن بعد أحداث كازاخستان، ها هي المناوشات تبدأ على الحدود بين قيرغستان وطاجيكستان، وبصرف النظر عمّن يقف خلف تلك الأحداث، إلا أنها من حيث الشكل تصب في مصلحة واشنطن، التي لا عدو لها سوى الصين وروسيا، وتحديداً من الناحية الاقتصادية، فإضعاف هاتين القوتين، يعني زيادة هيمنة الولايات المتحدة على مقدرات العالم، ولكن الأهم هو يقين دول الاتحاد الأوروبي، أن من مصلحتهم كسب روسيا لا عدائها، لأن الغاز الروسي والذي يشكل 40% من حاجة أوروبا قد ينقطع وتنقطع معه الموارد القادمة من مصادر أخرى، فهل تسد أمريكا الفراغ الروسي في هذا الجانب، من المؤكد أنها قد تسده لكن بما يحقق لها المنفعة والفائدة.
اليوم، أمام رسويا خيارات عديدة، لكن أبرزها قطع الطريق على المعسكر الغربي، بدفع أطراف الأزمة للجلوس على طاولة محادثات جدّية لا عبثية كما في السابق، فلا الروس ولا الأوكرانيين يريدون حرباً من فراغ، فقط لإرضاء المعسكر الغربي، ومع الذهاب نحو حرب، فهي ستكون مفتوحة وستمتد لتحرق الجميع بما فيها دول الاتحاد الأوروبي، وفي حال حدوث ذلك يجب التفكير ملياً في خيارات الغرب المنساق خلف التبيعة الأمريكية، لأن مقارعة دولة مثل روسيا لها تبعاتها، ولن تكون جيدة على أحد، لذلك تنازلات روسية لن تحدث، وحرب حقيقية لن تحدث، وإلى أن تهدأ الأوضاع سيبقى المشهد السياسي يتصاعد إلى ما لا نهاية على المدى المنظور.
خاص وكالة رياليست.