أنقرة – (رياليست عربي): النظام التركي حليف غير موثوق اعتاد الغدر بالأصدقاء قبل الخصوم، يمارس سياسية مشبوهة تفتقد للمبادئ أو الإلتزام، اعتاد على مدار تاريخه السير في طرق متعرجة، أمس يستقبل الزعماء بالأحضان وغداً يحرض عليهم، ويستهدف استقرارهم ويتحالف داخل بلادهم.
بهذه العبارات القاسية وصف المعارض التركي، تورغوت أوغلو، نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، ودلل على ذلك بالغدر الذي مارسه مع نظيره السوري بشار الأسد، بعدما فتح الأخير له أبواب دمشق سياسياً واقتصادياً واعتاد استقباله بحفاوة لم يحظَ بها فى دولة أخرى، وكانت الأحضان شعار اللقاءات التي جمعت بينهما، وبالرغم من ذلك انقلاب عليه بين ليلة وضحاها، منحازاً بشكل فج لعناصر إرهابية دمرت الدولة السورية تحت شعارات ثورية، وسلط عليه ماكينة إعلامية ودينية بهدف إباحة اغتياله.
المعارض التركي سرد تاريخ أردوغان في الغدر منذ أحداث الربيع العربي، الذي انتهجه مع نظام الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي، وكذلك العقيد الليبي معمر القذافي، وأيضاً الرئيس المصري الأسبق وقتها حسني مبارك، بعدما وجه له خطبة عصماء عن جيوب الكفن لنكتشف بعد أعوام مدى تورطه وأسرته في وقائع فساد دمرت خزانة الدولة.
وذكر في سرده وقائع الغدر السياسي، وما فعله أردوغان مع أستاذه زعيم حركة الخدمة فتح الله غولن، صاحب الفضل عليه في خطواته الأولى وقدم له كافة أشكال الدعم، ومع تحقيق هدفه واستتاب أركان حكمه ووصوله لسقف أحلامه جعله طريد خارج وطنه يحاصره داخلياً وخارجياً، وفعل الأمر ذاته مع رفاق دربه سواء أحمد داودد أوغلو، أو عبدالله غول وغيرهم من رموز حزب “العدالة والتنمية الحاكم”.
في السياق ذاته تطرق المعارض التركي، للأزمة الأخيرة بين موسكو وأنقرة، حول كازاخستان بعدما استغل الأتراك الأزمة، ووصفوها بأنها ” دولة تحررت من القمع السوفيتي، والآن تهدد بعض القوى مرة أخرى بوضعها تحت النيران بشكل ليس له معنى”، مؤكداً استغرابه من إصرار النظام الروسي على توثيق التعاون مع الأتراك بالرغم من الحوادث المتتالية التى أثبتت بما لا يدعُ مجالاً للشك، استحالة اعتبار أردوغان أو التعويل عليه في التنسيق السياسي، فقد غدر بالروس في واقعة مقتل السفير وتكرر غدره وقت إسقاط الطائرة الروسية، واليوم قدم دليلاً جديداً على أن حرصه على مصالح الكرملين درباً من الخيال، ويتحين الفرصة أو الوقت المناسب لممارسة أفعاله مع القادة العرب تجاه الرئيس فلاديمير بوتين لو سنحت له الفرصة لذلك.
وحذر أوغلو الجانب الإماراتي، من الاندفاع تجاه أنقرة على مستوى السياسية والاقتصاد، بعد أعوام الجفاء الطويلة وصلت لحد معايرة شيوخ الإمارات بأصولهم التاريخية وتجريحهم بطريقة تعكس مدى المراهقة التي يمارسها رأس الدولة التركية، وشدد على أن السير مع الأتراك في طريق واحد أشبه بدخول حقل ألغام.
خاص وكالة رياليست.