برلين – (رياليست عربي): لم يكن قرار الحكومة الألمانية إنهاء مهامها العسكرية رسمياً في سوريا وحذف اسم هذا البلد من ضمن مسارح العمليات العسكرية لبرلين مجرد قرار روتيني.
إذ مددت برلين مهمتها العسكرية الخاصة بمحاربة تنظيم “داعش”، (المحظور في روسيا)، في العراق لمدة تسعة أشهر، لضمان عدم عودة التنظيم الإرهابي والإسهام في المصالحة بالعراق.
وعلى الرغم من تحذيرات واشنطن من عودة “داعش” في سوريا، إلا أن ألمانيا لم تعد ترى أن ذلك وارد، البعض يقول إن الملف السوري أعقد والوضع الأمني أكثر خطراً مما هو في العراق، بمعنى آخر لا تريد برلين التورط في وحول المستنقع السوري.
لكن وجهة النظر هذه تفتقر للواقعية، إذ أن الجيش الألماني متواجد في المنطقة لمحاربة “داعش”، إضافة لملاحقة ملف المقاتلين الأجانب المنتشرين في الشمال السوري والذين يحملون الجنسية الألمانية، بالتالي فإن وقف مهمة القوات الألمانية في سوريا قد يكون مرتبطاً بملف المقاتلين المتطرفين الحاملين للجنسية الألمانية.
وهذا قد يربط مع إمكانية فتح قنوات اتصال أمنية مع دمشق لهذا الغرض، حيث زارت وفود أمنية ألمانية العاصمة السورية عدة مرات خلال السنوات الأربع الأخيرة من أجل التعاون الأمني بملف مقاتلي “داعش” وبعض التنظيمات التي ينخرط مقاتلون ألمان بها، يُضاف إلى ذلك هواجس برلين الأمنية والخطر الجاثم على مجتمعها بسبب تواجد عدد كبير من اللاجئين السوريين على أراضيها، حيث يوجد بينهم أعداد ليست بقليلة من المتطرفين ومرتكبي جرائم الحرب عندما كانوا يقاتلون في صفوف المعارضة.
ولعل الحكم بالسجن المؤبد على الضابط السوري الفار أنور رسلان والذي شغل منصب مستشار فيما يسمى بالائتلاف المعارض دليل على المخاوف الألمانية.
فهل سنسمع عن وفد أمني ألماني يزور دمشق للتنسيق في ملف المقاتلين الأجانب، وهل تسهم عودة سوريا للإنتربول الدولي في التنسيق مع الألمان بملاحقة الإرهابيين المتخفين بين اللاجئين على الأراضي الألمانية، بل والأوروبية أيضاً.
خاص وكالة رياليست.