الرياض – (رياليست عربي): على الورق تمتلك المملكة العربية السعودية جيشاً قادراً على سحق الأعداء في أي معركة يمتلك ما يؤهله لحماية حدودها وأراضيها الشاسعة، فهي وبحسب تصنيف غلوبال فايير باور، الأولى خليجياً والثانية عربياً بعد مصر والرابعة في الشرق الأوسط، والـ17 عالمياً بين أقوى جيوش العالم.
على صعيد الإنفاق العسكري جاءت السعودية وفق تصنيف 2021، بالترتيب السابع بين أضخم ميزانيات الدفاع في العالم بحجم إنفاق عسكري يصل إلى 48.5 مليار دولار.
يقدر تعداد الجيش السعودي بحوالي 233 ألف مقاتل، 75 ألفاً منهم في القوات البرية، و20 ألفاً في القوات الجوية، وتضم القوات البحرية 13 ألفاً.
وكشفت صحيفة “مكة”، في تقرير سابق لها، أن القوات الجوية الملكية لديها 279 من الطائرات المقاتلة الاعتراضية، و81 طائرة هجومية، و50 طائرة للنقل العسكري، و186 طائرة للتدريب العسكري، و13 طائرة للمهام الخاصة، و35 ناقلة، ونحو 300 طائرة مروحية.
وأما القوات البرية فتضم أكثر من 1000 دبابة ومدرعة، و12,500 مصفحة، و705 مدفعيات ذاتية الدفع، و1800 سلاح مدفعية، و300 قاذفة صواريخ.
فيما تضم القوات البحرية 7 فرقاطات، و4 من الكورفيت، وأسطولاً للدوريات البحرية، وأسطولاً من سفن مكافحة الألغام.
كل الأرقام السابق ذكرها ترجح كفة الجيش السعودي أمام الخصوم، لكن الاختبار الحقيقي على الأرض خصوصا في المعارك التي تخوضها ضد عناصر أنصار الله (الحوثي) في اليمن، أثبت معاناة الدفاعات السعودية أمام صواريخ باليستية تحصل عليها من دول إقليمية وتتهم الرياض إيران بالتورط في هذا الأمر، اللافت والذي يستحق الدراسة المستفيضة داخل دوائر صنع القرار في المملكة، هو عدم نجاح هذه القدرات الهائلة حتى اللحظة في حسم معاركها الخارجية وتأمين جبهتها الداخلية بطريقة تتناسب مع الإنفاق العسكري والتكنولوجيا التسليحية التي تحصل عليها من الولايات المتحدة الأمريكية، وباتت الزبون المفضل في المنطقة لدى “لوكيهد مارتن”.
ومؤخراً لجأت قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن التي تقودها الرياض، إلى جيرانها طلباً للمساعدة في تجديد مخزون نظام الدفاع الصاروخي، وفقاً لمسؤولين أمريكيين تحدثوا لصحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
وقال المسؤولون الأمريكيون للصحيفة البريطانية، أن هناك مخاوف من نضوب قدرات صواريخ باتريوت السعودية، خلال أشهر وسط ضربات مكثفة من اليمن.
اللافت في الأمر، هو إصرار واشنطن على ترك حليف مهم بحجم المملكة، وحيداً في معركة مع عناصر غير نظامية لا تمتلك خبرات قتالية ولا عتاد يقارن بالسعودية، وتعنت الجناح التقدمي بشكل واضح تجاه المملكة رغم أنها زيون سلاح معتبر يسدد فواتير باهظة الثمن.
ويرى مراقبون أن الولايات المتحدة، تتعمد وضع الجيش السعودي تحت رحمة البيت الأبيض، الأمر الذي يستدعي من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بحكم منصبه كولياً للعهد بات يدير شؤون الحكم، على وضع استراتيجية تهدف لتنوع مصادر التسليح بما يضمن للمملكة امتلاك استراتيجية الردع.
وبحسب خبراء فإن توجه السعودية شرقا، والتعويل على الإنتاج الروسي والصيني بعيداً عن مطرقة التحكمات الغربية يعد الورقة الرابحة لضمان استتاب أمن بلاده، واللافت أن احتمالية هذا القرار يثير مخاوف الإدارة الأمريكية خشية خسارة عميل مهم بالمنطقة يحقق للخزانة الأمريكية مليارات الدولارات سنوياً.
وفي يناير/ كانون الثاني 2021، كانت صحيفة “ناشونال إنترست” الأمريكية تحدثت، 5 أنواع من الأسلحة الروسية يمكن أن تقتنيها السعودية، ووضعت منظومة “إس – 400 تريؤومف” للصواريخ بعيدة المدى المضادة للجو على رأس القائمة، كذلك مقاتلات “سو- 35 إس” الروسية، وكانت الدولتان أجرت مناقشات بشأن شراء “سو- 34 إس”، لكن أحداً لا يعلم شيئاً بمصيرها وعلى ما يبدو أن المخاوف من العقوبات التي تجيدها واشنطن لإيقاف أي تقدم سعودي تجاه تنويع مصادر التسليح وقفة عقبة أمام إبرام الصفقات.
وذكرت المجلة وقتها ضمن قائمة الأسلحة الـ 5 رشاش ” آكا – 103″ وقالت، إن السعودية أبدت اهتماماً بنموذج حديث من رشاش “كلاشينكوف” وإنتاجه بترخيص. وقد جرت عام 2019 محادثات بين السعودية وروسيا بشأن إنتاج ” كلاشينكوف” لديها ووافقت السعودية على استيراد كميات كبيرة منه.
أيضاً قاذف اللهب الثقيل ” توس – 1 آ” فقد وقعت شركة SAMI عام 2017 مع شركة “روس أوبورون أكسبورت” الروسية مذكرة تفاهم بشأن إنتاج هذا السلاح المهم داخل المملكة واستيراد كميات منه كذلك. وقد يستخدم الجيش السعودي قاذف اللهب الروسي لتدمير المدرعات الخفيفة وإسناد فرقه الميكانيكية.
أما النوع الخامس من الأسلحة الروسية والذي يحمل ضرورة حيوية للمملكة، هي منظومة “كورنيت” للصواريخ المضادة للدبابات.
وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، زعمت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، أن المملكة تعمل الآن بنشاط على تطوير صواريخها الباليستية بمساعدة الصين، وذلك بحسب تقييم أجرته وكالة الاستخبارات الأمريكية.
ووفقاً لثلاثة مصادر مطلعة على أحدث المعلومات الاستخبارية، فإن السعودية اشترت صواريخ باليستية من بكين، لكنها لم تكن قادرة على تطوير صواريخها حتى الآن.
الصفقات المحتملة التي يتعمد الإعلام الأمريكي التحدث عنها مسبقا سواء موثوقة المصدر أو مفبركة، تهدف في الأساس لعرقلة المحتمل ومنع التفكير في المستقبل، بهدف جعل السعودية رهينة ضعيفة في قبضة الرضى الأمريكي، يمكن معايرتها في أي خطاب رسمي وتهديدها برفع الحماية عنها.
خاص وكالة رياليست.