قال جنرال أمريكي إن الجيش الأمريكي يعتقد أن تسليم روسيا طائرات حربية إلى ليبيا ربما لن يغير التوازن في الحرب الأهلية التي بلغت طريقا مسدودا، لكنه يمكن أن يساعد موسكو في نهاية المطاف في ضمان معقل استراتيجي في شمال أفريقيا، وقال البريجادير جنرال جريجوري هادفيلد نائب مدير إدارة المخابرات التابعة للقيادة الأمريكية في أفريقيا لمجموعة صغيرة من الصحفيين إن الطائرات الروسية انطلقت من روسيا ومرت عبر إيران وسوريا قبل وصولها إلى ليبيا، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
وأضاف أنه لم يتم استخدام الطائرات حتى الآن، لكنها يمكن أن تضيف قدرات جديدة للجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر الذي أخفق حتى الآن في جهوده المستمرة منذ عام للسيطرة على طرابلس مقر حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا.
يبدو أن الولايات المتحدة كذبت الكذبة وتريد إقناع العالم بها، ومع قول الجنرال إن استلام قوات حفتر لتلك الطائرات لن يغير من واقع الميدان لصالح قوات الجيش الوطني الليبي، وهذا الأمر أن يخرج عن مسؤول عسكري أياً كانت جنسيته، إما أنه لا يفقه في العلم العسكري شيء أو أنه متأكد أن لا وجود لتلك المقاتلات على الأراضي الليبية، فعلى الرغم من النفي الروسي، لكن هذا الامر سخيف لأن المقاتلات الروسية هي من الجيل الرابع ولا تستطيع فقط تغيير الواقع الميداني، بل تستطيع حسم المعركة لصالح الطرف الذي تدعمه، وهذا شاهده العالم مليّأً في معارك سوريا منذ العام 2015 وحتى المعركة العسكرية التركية الأخيرة على ادلب، وآخرها هجوم تنظيم داعش على حقلي التيم وجزل الغازيين وحسم الهجوم لصالح الجيش السوري في أبريل/ نيسان الماضي.
إن المحاولة الأمريكية ترمي إلى الإستحواذ على القارة الأفريقية ودول الساحل والصحراء لما تشكله من أهمية خاصة وأنها سبق وأعلنت ستخفف الوجود العسكري في القارة، والذي يبدو أنه محض هراء، فهي أعلنت ذلك لتخفف أوروبا من عديدها في القارة وذلك لجملة من الأهداف لعل السبب الأبرز السيطرة على طرق الغاز بعد السيطرة على مصادر الطاقة والثروات الأخرى، فإفتعال قضايا المخدرات والإتجار به وبالبشر إضافة إلى الهجرات غير الشرعية أيضاً تضخيمه يعني ذريعة التدخل بطلب من الدول الأفريقية نفسها وبالتالي تبرير التواجد العسكري الأمريكي، إذ مخطئ من يعتقد أن واشنطن ستبقي أوروبا مستفيدة أو روسيا، فإن إستطاعت إخراج روسيا ستنهي حتما أو على الأقل تخفف من التواجد الأوروبي خاصة الفرنسي.
من هنا، لو حدثت هذه الأمور قبيل جائحة كورونا لكان العالم إقتنع بقدرة واشنطن على إحداث فرق بما تخطط له، لكن مع الاحداث الداخلية التي تجتاحها من سوء إدارتها داخلياً ستنعكس حتماً على سياساتها الخارجية، فلم تعد في وضع يجيز لها إلقاء سيول من الأكاذيب وخداع العالم، لقد توضحت أهدافها وإنكشفت خططها، على الأقل من شعبها نفسهن وروسيا إن أرادت التدخل لن تنتظر إطلاقاً، ولا حاجة لها لإخفاء ذلك، فالغد يحمل الكثير من التطورات وسيتوضح كل شيء لاحقاً.
فريق عمل “رياليست”.