1-إنسحبت القوات الأمريكية من أكبر قاعدة لها في شمال سوريا، هي قاعدة صرين التي تعتبر أكبر قاعدة عسكرية للقوات الأمريكية، والقريبة من المنطقة الآمنة التي يريد النظام التركي إنشاؤها، لتكون هذه القاعدة هي الرابعة التي تنسحب منها الولايات المتحدة الأمريكية، في خطوة وضحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطابه بالأمس، أن بلاده ستعيد إنتشار قوات أمريكية عند حقول النفط في سوريا.
2-أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أنه إذا لم تنسحب الوحدات الكردية من شمال سوريا في غضون الـ150 ساعة فإن تركيا ستقوم بتطهير المنطقة منهم، لتشن القوات التركية بعد هذا الإعلان، هجوما عنيفا على ناحية أبو راسين في ريف منطقة رأس العين في ريف الحسكة، ليحدث إشتباك وصف بالعنيف بين قوات قسد والقوات التركية، يتزامن مع ذلك دخول الجيش السوري إلى المناطق الجنوبية لناحية أبو راسين لإستكمال تقدمه باتجاه الشمال حتى الوصول إلى الحدود السورية – التركية، ليصبح على تماس مباشر مع القوات التركية دون أي تدخل أو تعليق من روسيا، بعد زيارة الرئيس أردوغان الأخيرة إلى موسكو.
3-انسحبت قوات قسد من مدينتي الدرباسية وعامودا الواقعتين على الحدود مع تركيا، مسافة 32 كلم، وبضمانات روسية، ليحل محلها الجيش السوري، بحسب تصريحات مصطفى بالي المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، بعد أن طلبوا في وقت سابق أن تعود القوات الأمريكية إلى المناطق التي إنسحبت منها وقطع الطريق على روسيا، ثم ليتغير رأيهم بعد المعارك العنيفة مع القوات التركية.
4-في خبرٍ إنتقل إلى كل وسائل الإعلام العالمية، إعلان الولايات المتحدة مقتل أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش في عملية نوعية حسب زعمهم، إدعت العراق أنها شاركت فيها، إلى جانب إدعاء قوات سوريا الديمقراطية وتركيا، ليتأكد ذلك بحسب الإعلان الأمريكي الذي أعقبه مؤتمرا صحفيا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ليكون البغدادي قد قُتِل عشرات المرات قبل عملية الأمس.
5-واشنطن تعلن إرسال تعزيزات لقواتها لحماية حقول النفط في سوريا، إلى جانب إعلان الرئيس ترامب أنهم يريدون التعاون مع شركات كبيرة لإستخراج النفط، الأمر الذي إعتبره البعض أنه إستيلاء على مقدرات سوريا، حيث أن الولايات المتحدة الأمريكية فرضت عقوبات على توريد المنتجات البترولية إلى سوريا والتي تنطبق على كل الشركات العالمية.
6-قال الدكتور فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية السوري، خلال ترأسه الوفد السوري إلى قمة دول حركة عدم الانحياز في باكو: “إن اعتداءات النظام التركي وما يسمى “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن على الأراضي السورية، مدانة ومرفوضة وتشكل انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي، التي تؤكد على احترام سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها”، في إشارة واضحة على المطالبة السورية من المجتمع الدولي الإلتزام بمواثيقه في ضوء الإنتهاكات التركية السابقة والحالية.
7-طالب نواب أمريكيين وزير الخارجية الأمريكي بالتحقيق حول التقارير التي تفيد بإستخدام الجيش التركي الذخائر المحشوة بالفوسفور الأبيض الذي يعتبر من الأسلحة المحرمة دوليا، قبل حلول 1 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، مطالبين بإدانة المتورطين وإيقاف العمليات العسكرية في شمال شرق سوريا، الأمر الذي سينفيه النظام التركي قطعا، ما يعطيه فرصة أيام قليلة لإخفاء الدلائل حول هذا الإتهام.
8-إلتقى الرئيس السوري بشار الأسد، رجال الجيش العربي السوري المرابطين على الخطوط الأمامية في منطقة الهبيط بريف إدلب، موجها رسائل إلى كل العالم وخاصة حول النظام التركي الذي سرق مقدرات سوريا واليوم يحاول أن يسرق الأرض، وأن إدلب ستتحرر بالكامل وما يحدث في شرق البلاد لن ينسي الجيش السوري مهامه في إستعادة كامل محافظة إدلب ومحيطها، تأتي هذا الزيارة بالتزامن مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى روسيا والإتفاق على هدنة الـ 150 يوم لإنسحاب الأكراد من مناطقهم على الحدود التركية مسافة 32 كلم.
من هنا، إن تطورات الوضع السوري تذهب إلى التعقيد، عقب الإنفراجات التي بدت عليها أثناء إنسحاب القوات الأمريكية، التي ما لبثت أن أعادت إنتشار بعض قطعاتها العسكرية عند حقول النفط السورية في إشارة واضحة أنها ستكمل إستثمار الأزمة السورية لصالحها، من جهة أخرى قضت واشنطن على زعيم داعش، أبو بكر البغدادي إستكمالا لمسرحيات مكررة كمسألة مقتل أسامة بن لادن وغيره، لتحصيل مكاسب داخلية فمقتله من عدمه لا يشكل أهمية لها بعد أن دمرت القوات السورية والروسية التنظيم في سوريا، أما عن خرق الهدنة من الجانب التركي فهذا متوقع لأن تركيا لا نية لها بالإنسحاب حتى بعد إنسحاب القوات الكردية من مناطق حيوية، إذ شرارة الإشتباك بين الجيشين السوري والتركي قد بدأت منذ الأمس في جنوب مدينة رأس العين وسط صمت روسي وأمريكي معا، الأمر الذي يقرأ على أنه قد يكون تصفية مشتركة من الجانبين لكل الجهاديين والإرهابيين المتواجدين هناك.
إلى ذلك حملت زيارة الرئيس الأسد على ريف إدلب، رسائل مهمة لجهة التوقيت والدلالات خصوصا للنظام التركي، ورسالة طمأنينة لأهالي إدلب من إقتراب تحرير مدينتهم، ليبقى الوضع على ما هو عليه، فمع مقتل البغدادي سيتبين أن تنظيم داعش قد إنتهى في سوريا وعلى هذه الأسس ستتحدد معالم المرحلة المقبلة.