بغداد- (رياليست – عربي): خلال عام كامل مرَّ الصراع السياسي في العراق بمراحل عديدة، بدءًا بالانتخابات والاعتراض على نتائجها، مرورًا بعرقلة انتخاب رئيس للجمهورية ورئيس للوزراء، ومن ثم احتجاجات الصدريين واعتصامهم داخل المنطقة الخضراء، والتي خرجت على إثرها احتجاجات مضادة من قبل أتباع أحزاب الإطار التنسيقي.
يطوي العراقيون عامًا سياسيًّا بامتياز، بدأ بأزمة في أعقاب أول انتخابات مبكرة يشهدها العراق منذ عام 2003، وانتهت أشهره الأخيرة بانفراجه أسفرت عن تشكيل حكومة برئاسة محمد شياع السوداني، أمامها كثير من التحديات على المستوى الداخلي والخارجية
بداية العام الصعب
للأزمة السياسية هذا العام امتداد لتداعيات أحدثتها الانتخابات المبكرة في 10 أكتوبر 2021، والتي جاءت نتائجها بعكس ما تريد القوى المهيمنة، إذ أطاحت الانتخابات بعد الاحتجاجات بسلطان تلك القوى، ومنذ ذلك الحين حاولت بشتى الطرق تغيير الموازين لصالحها، وإعاقة استكمال الاستحقاقات المتمثلة في اختيار رؤساء البرلمان والجمهورية والوزراء.
بقيت الأزمة السياسية وتصريحات التخوين واتهامات التزوير تلاحق الفائزين بالانتخابات المبكرة، وعلى رأسها الكتلة الصدرية، حتى وجّه زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، نواب الكتلة الصدرية بتقديم استقالاتهم إلى البرلمان.
خطوة الصدر أدخلت البلاد والعملية السياسية برمّتها في ارتباك وغموض كانا واضحَين في المواقف الداعية إلى التراجع عن القرار والجلوس إلى طاولة الحوار لحلّ الأزمة، حيث منح الصدر بذلك القرار المتسرع خصومه في الإطار التنسيقي الأغلبية وجعلهم الكتلة الأكبر داخل البيت التشريعي.
لكن القرار المفاجئ جاء بعد شهور من التعطيل وعرقلة جهود الصدر في تشكيل الحكومة، ليعلن زعيم التيار تعليقه العمل السياسي في 29 أغسطس احتجاجًا على موقف خصومه وتعطيلهم لنتائج الانتخابات المبكرة، أعقبت قرار الاعتزال اضطرابات اندلعت في بغداد وامتدت إلى عديد من المحافظات الجنوبية، إذ اقتحم أنصار الصدر المنطقة الخضراء ودخلوا إلى قصر الحكومة وإلى القصر الرئاسي ومبنى البرلمان، وبعد ذلك تدخلت القوات الأمنية وأخرجت المعتصمين من المنطقة الخضراء.
نتج عن ذلك وقوع اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة استمرت ليلة كاملة وأسفرت عن وقوع عشرات الضحايا، ليخرج الصدر في خطاب آخر يوبّخ أنصاره ويدعوهم إلى الانسحاب من المنطقة المحصنة أمنيًّا، ويمنح قوى الإطار التنسيقي التفرد بالقرار السياسي من جديد بقرار ابتعاده عن المشهد السياسي.
تشكيل حكومي نهاية العام
قطع رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، بعد إتمام كابينته الوزارية، عديدا من الوعود للعراقيين، وألزم نفسه بكثير من التوقيتات لإنهاء ملفات عالقة ومرحّلة من حكومة إلى أخرى، منها ما يتعلق بمطالب خدمية شعبية، وأخرى تتعلق باتفاقات سياسية وقّعها مع أطراف مختلقة خلال مفاوضات تشكيل الحكومة.
وبعد نحو شهرَين من تسلُّم السوداني الحكم وتشكيل حكومته، يتحرك السوداني بحذر على صعيد العلاقات الدولية، من خلال زياراته لعدد من الدول المجاورة وحضوره القمة العربية الصينية، وتحدث في مرات عديدة عن تبنّي حكومته وانتهاجها سياسة الانفتاح الخارجي تجاه الدول الإقليمية والعالمية، بهدف كسب التأييد لحكومته التي تشكّلت بعد عام من التعطيل وأزمة داخلية استمرت أكثر من عام.
خاص وكالة رياليست.