فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات جديدة تهدف لمنع التمويل عن الحكومة السورية وحذرت من أن واشنطن ستضع أي شخص يتعامل تجارياً مع حكومة الرئيس السوري بشار الأسد على القائمة السوداء، حتى يوافق الرئيس الأسد على التفاوض لوضع نهاية للحرب المستمرة منذ نحو عشر سنوات بحسب الزعم الأمريكي، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
ومن بين 14 شخصاً وكياناً شملتهم القائمة السوداء، حافظ، نجل الرئيس السوري، وكذلك الفرقة الأولى بالجيش وأحد الأفراد وتسعة كيانات اتهمهم مسؤول أمريكي كبير بالمساعدة في تمويل “حملة رعب” للحكومة السورية، من خلال دعمهم لإنشاء الحكومة عقارات فاخرة، بعضها على أراضي النازحين.
تأتي هذه العقوبات بعد تشدي قبضة الولايات المتحدة إقتصادياً من خلال تفعيل “قانون قيصر” الذي أضر بالإقليم ككل، إذ وصلت تداعياته إلى كل من الأردن ولبنان والعراق، فسوريا هي المتنفس الاقتصادي لتلك الدول سواء تصديراً او إستيراداً، وبالتالي العقوبات تطال سوريا، لكنها تهدف إلى شل الإقليم ككل، لكن المضحك في موقف واشنطن هو فرض عقوبات على نجل الرئيس السوري “حافظ الأسد” الذي لا يزال طالباً يتلقى العلم حاله كحال أي مواطن سوري، وبالتالي، عن إنتقاء الإدارة الأمريكية لأسماء عشوائية وإدراج العقوبات عليها، يشي بأنها تعمد على إبراز قوتها نتيجة الضعف الذي يحيط بها من كل الجوانب، فهي تهتم بالسياسة الخارجية، بينما الداخل الأمريكي يتآكل بشكل كبير، ولعل تعاملها مع جائحة “كورونا” خير دليل على ذلك.
إلى ذلك، الفرقة الأولى والأخيرة وكل مؤسسة الدفاع السورية من رأس الهرم إلى أصغر جندي بالقوات المسلحة السورية، إضافة إلى كل المسؤولين السوريين، لا يملك أي شخص فيهم إرتباطات مع الخارج، حتى على الصعيد الصحي وسط تفشي “كوفيد -19″، لا تستورد سوريا الأدوية اللازمة عبر دول غربية أو أوروبية، بل يتم ذلك عبر وكلاء شركات خاصة غير مدرجة على لوائح العقوبات الأمريكية.
وبالتالي، إن التصرفات العدوانية التي تقوم بها الولايات المتحدة، بينت إلى أي حد هذه الدولة تحاول خنق العالم، والإستئثار بمقدراته، ولعل ما فعلته مع الصين مؤخراً من إغلاق لقنصليات وإتهامات تجسسية وإقتحامات يعكس على أي حد تحاول الظفر بمكانتها التي فقدتها على مستوى العالم، فالعقوبات على سوريا هي للتغطية بعد ما تم كشف الخلايا الإستطلاعية التي أرسلتها من قاعدة التنف التي تخضع لسيطرة قواتها، حيث تم القبض عليهم وهم يستطلعون مواقع الجيش السوري والحلفاء “إيران وحزب الله” في بادية حمص، وهذا غيض من فيض، وما خفي كان أعظم.
من هنا، إن سوريا تعاني منذ عشر سنوات مشقة الوضع الاقتصادي الجائر والصعب على كل مفاصلها وشعبها، وأي عقوبات جديدة، تعتبر شكلية إذا ما تمت مقارنتها ما قبل العام 2011، فرغم كل الظروف التي تعاني منها البلاد، ورغم تهديد واشنطن للدول التي تتعامل مع سوريا، وتقصد منها دولة الإمارات التي تحدت أمريكا، من مغبة هذا التعاون، إلا أنه مؤخراً دخل منطقة الخليج ما لا يقل عن 100 شاحنة خضار وفاكهة سورية، فسوريا بلد زراعي وصناعي، نعم يفتقر إلى المواد الأولية ويعاني على كافة الأصعدة، لكن لم يصل به الحال إلى مستويات متقدمة من الضائقة الخانقة، فرغم كل العقوبات، لا يزال قادراً على دفع رواتب موظفيه ولم تنقطع منذ بداية الحرب وإلى يومنا هذا.
فريق عمل “رياليست”.