واشنطن – (رياليست عربي): لعدة أشهر، كان ممثلو مختلف البلدان يتحدثون إلى قيادة حركة طالبان أو ما تسمى بالإمارة الإسلامية في أفغانستان حول الحاجة إلى إصلاحات وتغييرات في الهيكل السياسي للبلاد، وفي المقام الأول تشكيل مجلس وزراء شامل يضم جميع أراق البلاد.
ومع ذلك، واصلت حركة طالبان االتملص من هذا الأمر، مما زاد من تفاقم الوضع وتقسيم السكان إلى معسكرات “حسب المصالح” في أفغانستان، أدت هذه السياسة إلى عواقب معينة تمثلت في توسع وجود مقاتلي الحركة، وانهيار اقتصاد البلاد.
وتشير التقارير الواردة عن هيئة المعارضة الأفغانية، التي تضم، أحمد مسعود زعيم جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية، نجل أحمد شاه مسعود، وزير الدفاع الأفغاني السابق، إلى أن الأمريكيين يعودون إلى “اللعبة الكبيرة” في أفغانستان ويعتزمون الاستفادة من الوضع الحالي من أجل مصلحتهم الخاصة.
وعلى الرغم من عدم وجود أي تفاصيل حول نتيجة المفاوضات، فقد بعثت طالبان برسالة واضحة، مفادها أنه يجب على المعارضة الاستسلام من أجل البقاء.
فأصبح أمام الولايات المتحدة خياران لكن نجاح أي واحد منهما هو خيار مقبول لها:
الأول، رفض طالبان تقديم تنازلات، الأمر الذي سيؤدي إلى دعم أمريكي للمعارضة في شمال أفغانستان بهدف إطلاق العنان مرة أخرى لصراع طويل الأمد، وهذا امر يصب مباشرةً في صالح الإدارة الأمريكية بسبب قرب تشكل الصراع من حدود دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وبالتحديد طاجيكستان وقيرغيزستان، وإن اشتعلت تلك المنطقة، ستؤدي العمليات العسكرية في شمال أفغانستان إلى توتر على مقربة من حلفاء روسيا.
وبما أن المنطقة تعاني توترات أساساً، فالبيئة جاهزة لمثل هكذا سيناريو، بالتالي، لا ضرر من المزيد من زعزعة الاستقرار الذي سيكون في مصلحة الغرب ولفت انتباه الاتحاد الروسي إلى الحدود الجنوبية.
الثاني، قبول طالبان بشروط مفروضة، في هذه الحالة، ستحصل الإدارة الأمريكية أيضاً، على المكاسب التي تحتاجها، مثل إبرام معاهدة سلام وتشكيل حكومة تضم ممثلين عن مجموعات عرقية مختلفة وطالبان وأعضاء القيادة السابقة لأفغانستان مما سيعطي صورة إيجابية للولايات المتحدة كدولة ضامنة للأمن وتعود وتدخل البلاد من هذا الباب.
في المستقبل، سيمكن تطبيق أحد هذين الخيارين، من السيطرة على سياسة السلطات الأفغانية تجاه الدول المجاورة، وكذلك الحد من النفوذ المتزايد للصين في أفغانستان، بالإضافة إلى ذلك، سيخلق السلام الذي طال انتظاره الشروط المسبقة لبدء إنشاء العديد من المشاريع المجمدة، بما في ذلك بناء خط سكة حديد من أوزبكستان إلى باكستان وخط أنابيب الغاز تابي – TAPI.
هناك أيضاً، عامل آخر مهم للغاية هو وجود احتياطيات كبيرة من المعادن الأرضية النادرة في أفغانستان، والتي لم يتم حساب أحجامها بالضبط، لكن أهميتها في إنتاج أشباه الموصلات هائلة في قطاع التكنولوجيا الفائقة، خاصة على خلفية الصراع المحتمل في تايوان، التي تعد قدراتها الصناعية مورديها الرئيسيين، مما سيعيد شهية الطامعين لتأجيج الصراع في هذا البلد مجدداً.
خاص وكالة رياليست.