باريس – (رياليست عربي): تعمل فرنسا بشكل لافت على تعزيز تواجدها في الساحة الدولية والإقليمية، فهي نشطة إلى حد كبير في أزمة الملف الأوكراني، وقد ظهر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وكأنه ممثل ووكيل عن كل أوروبا في التفاوض مع موسكو، أما إقليمياً تحاول باريس العودة بقوة إلى دول شمال أفريقيا.
في هذا السياق دعا وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان من الجزائر، إلى عودة العلاقات الهادئة بين البلدين بعد التوتر الشديد الذي شهدته منذ أكثر من شهرين.
وقال لودريان بعد استقباله من قبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون “أتمنى أن يعود بلدانا إلى نهج العلاقات الهادئة وأن يتمكنا من التطلع إلى المستقبل، مضيفاً نأمل أن يؤدي الحوار الذي نعيد إطلاقه اليوم إلى استئناف المحادثات السياسية بين حكومتينا عام 2022 بعيداً عن جراح الماضي التي يجب أن نواجهها خاصة بالنظر إلى سوء التفاهم الذي علينا تجاوزه”، مؤكداً أن الجزائر شريك أساسي لفرنسا على المستويين الثنائي والإقليمي .
كما أوضح أن فرنسا والجزائر تواجهان معاً تحديات كبيرة في بيئة إقليمية ودولية غامضة. يجب أن نكون قادرين على تقديم إجابات عملية للتحديات التي يفرضها الإرهاب في منطقة الساحل، ولكن أيضا الهجرة غير الشرعية بالإضافة إلى قضايا التنمية الاقتصادية. من أجل كل هذه القضايا ولأن مصالحنا مشتركة، فإن مشاوراتنا ضرورية وكان هذا هو المغزى من وجودي اليوم في الجزائر”.
وجاءت زيارة جان إيف لودريان الجزائر لترميم العلاقة الثنائية التي تشهد توتراً شديداً منذ أكثر من شهرين على خلفية تصريحات متعلقة بإحياء ذكرى بين هذا البلد المستعمر سابقاً.
وفي ظل التوترات الحاصلة بين المغرب والجزائر على خلفية الصحراء وجبهة البوليساريو، مع تزايد مخاطر المهاجرين غير الشرعيين عبر الجزائر إلى أوروبا، تهتم باريس بأن تعيد علاقاتها القوية مع الدول التي كانت في الماضي تحت سيطرتها، فدول مثل الجزائر والمغرب وتونس تمثل عمقاً للأمن القومي الفرنسي على ساحل المتوسط، وسط تزايد المخاطر والتحديات العالمية المتمثلة بالإرهاب وأزمات اللجوء والهجرة الغير شرعية التي باتت كثير من عواصم القارة العجوز تراها تهديداً لمجتمعاتها تزامناً مع عودة الإسلاموفوبيا مؤخراً.
خاص وكالة رياليست.