بيروت – (رياليست عربي): دخل لبنان في أزمة مفتوحة مع الدول الخليجية التي تعتبر السوق الأساسية لمعظم صادراته بفعل تصريحات غير مسؤولة أدلى بها وزير الإعلام جورج قرداحي انتقد فيها التحالف العسكري الذي تقوده المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين في اليمن، طبقاً لقناة “سكاي نيوز عربية“.
عزلة دولية من بوابة الاقتصاد
في أوج العلاقات اللبنانية – الخليجية، يعاني لبنان من وضع اقتصادي وصف أنه الأشد على المستوى العالمي، الآن مع قطع العلاقات معه، يعني انهيار تام على كافة الأصعدة، حيث تضرر الوضع التجاري والصناعي القائم بعد أن كانت دول الخليج تستقبل الصادرات اللبنانية ليس بحكم أنها الأفضل، بل من باب المساعدة خاصة وأن كل دول العالم مفتوحة مع الخليج، حتى سوريا وفي عز أزمتها لم تنقطع الصادرات السورية إلى دول الخليج.
فقد وصلت صادرات المملكة في العام 2020، إلى 240 مليون دولار معظمها من المواد الغذائية، وكان يصل حجم الصادرات إلى دول الخليج الى قرابة 1.2 مليار دولار من أصل 3.7 مليارات دولار هو الحجم الاجمالي للصادرات في 2020، إلا أن الواقع اليوم تغير كلياً إذ أن خسارة لبنان لـ1.2 مليار دولار من الصادرات إلى دول الخليج له انعكاسات سلبية على العمال والصناعيين والتجار والمزارعين، فلبنان عاجز عن إيجاد سوق بديلة للبضائع التي كانت تصدر إلى دول الخليج. وهذا ما سيؤدي إلى كساد البضائع وتلف المواد الغذائية والمزروعات، في وقت لن تستطيع لبنان فثي ظروفها هذه من إيجاد أسواق بديلة.
هروب الاستثمارات
في ضوء هذه الأزمة، خرجت معلومات تتحدث عن بيع الأملاك الخليجية في لبنان وهناك اتجاه لبيع الأملاك في العاصمة بيروت، فضلاً عن الدول الحليفة للخليج، التي سحبت استثماراتها هي الأخرى على خلفية هذه الأزمة، ما يعني وضع لبنان في عزلة واضحة لا يبدو أن ثمة صلح قريب، على الرغم من توسط رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي لدى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي لحل هذه الأزمة، بالتالي، هذه ضربة قاصمة للبنان، نتهي مع استقالة الحكومة الحالية التي تشكلت دون موافقة السعودية خاصة وأن حقيبة رئاسة الوزراء تعد ضمناً لفريق 14 آذار (حزب المستقبل) المحسوب على السعودية، فكان لا بد من رد الضربة إلا أنه لم يكن متوقعاً أن تكون بهذه القوة.
لبنان اليوم، يعاني أزمة نقدية حادة، يبدو أنها مستمرة فبعد أن كان بحاجة الدولار، بات اليوم وحيداً بعد أن جفت مصادره، خاصة وأن سياسة النأي بالنفس التي اتبعها يبدو أنها ارتدت عليه سلباً، إلى أن تحدث معجزة تنقذ هذا البلد من انهيار قريب محقق.
خاص وكالة رياليست.
