أديس أبابا – (رياليست عربي): إثيوبيا ثاني أكبر بلد أفريقي من حيث السكان في القارة السمراء، غنية بالموارد، أما ديمغرافياً فإن غالبيتها من المسيحيين فيما يشكل المسلمون أكثر من 4% من سكانها.
برز اسم هذا البلد عند الأزمة المائية مع مصر، وقتها تحدثت التقارير عن شروع كل من تركيا وقطر بإغواء هذا البلد عبر إقامة مشاريع اقتصادية وخدمية وإنمائية على ضفتي سد النهضة، والذي يشكل تهديداً كبيراً للأمن القومي المصري عبر بوابة المياه.
لقد اعتبرت المساعي التركية والقطرية في ذلك الوقت تصب في خانة العداء لحكم المشير عبد الفتاح السيسي والذي يرونه عدواً للإخوان المسلمين، لا سيما بعد حظره لتنظيمهم وملاحقته لعناصرهم واعتقالهم ومحاكمة بعضهم بحكم الإعدام بسبب تورطهم بدماء المصريين ولارتباطهم بجهات خارجية على حساب انتمائهم لمصر.
وفي سياق متصل كانت التقارير قد تحدثت عن وجود دعم إيراني وتركي لآبي أحمد رئيس الوزراء في إثيوبيا والمتحدر من قومية الأورومو المنقسمة ما بين المسيحيين بنسبة 48% والمسلمين بنسبة 47% ، ما يعني بأن هذه القومية هي تحت المجهر الإيراني – التركي من باب الدين .
لجهة إيران كانت واشنطن قد اتهمت طهران بأنها تدعم السلطات الإثيوبية بالطائرات والأسلحة وتدرب مقاتلين على حرب المدن والغابات، اما تركيا فقد كان لها نصيب وافر من الاتهامات المشابهة أيضاً كدعم قوات أحمد بالطيران المسير وعدد آخر من صنوف السلاح، فضلاً عن كون تركيا تُعد ثاني أكبر مستثمر في إثيوبيا بعد الصين.
المشهد في هذا البلد الأفريقي قد يأخذ الطابع الديني أكثر من القومي للوهلة الأولى، حيث يذهب مراقبون إلى أن واشنطن ترى بأن الميليشيات المسلحة تقوم بارتكاب مجازر ضد مسيحيي هذا البلد عموماً، وإقليم تيغراي خصوصاً، فيما تدعم إيران وتركيا آبي أحمد كونه يتحدر من قومية يشكل المسلمون نسبةً كبيرة منها أمام توزع ديمغرافي يغلب عليه الطابع المسيحي وفق رأيهم.
هذه النظرة قد تكون ضيقة، إذ لا علاقة للدين بها، بل بالطموحات الدولية في هذا البلد الأفريقي الثري والاستراتيجي أمريكا وحلفائها من جهة، وإيران وتركيا من جهة أخرى، خصوصاً وأن من يحجز لنفسه دوراً مؤثراً في القارة السمراء سيحجز لنفسه مكاناً على ساحة اللعب السياسية العالمية.
خاص وكالة رياليست.