جاءت زيارة اللواء علي مملوك رئيس جهاز الأمن الوطني السوري، إلى روسيا بعد زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سوريا ولقاء الرئيس الدكتور بشار الأسد وجولتهما في شوارع العاصمة السورية – دمشق وبدا واضحاً الإرتياح على وجه كلا الرئيسين وتم مناقشة الملف السوري وتحديداً إدلب ووجوب خروج القوات التركية من الأراضي السورية.
إن المتغيرات المتسارعة بعد حادثة إغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني والرد الإيراني الذي جاء سريعاً عبر إستهداف قاعدة عين الأسد في بغداد – العراق، التي شكلت دافعا قويا لمحور المقاومة الذي شدد على خروج الأمريكي من المنطقة وخصوصا سوريا والعراق.
كل هذه الأحداث أنتجت رؤية جديدة لكيفية التعاطي مع الوجود الأمريكي غير الشرعي في سوريا وبالتالي كان لابد من إنهاء ملف إدلب للتفرغ لإنهاء التواجد الأمريكي الذي لم يبقَ له اي ذريعة يتذرع بها لتواجده في سوريا.
وبعد زيارة الرئيس بوتين إلى سوريا توجه إلى تركيا للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووضع آلية لخروج الجيش التركي ومرتزقته من سوريا وتم الإتفاق على لقاء مسؤولين أتراك باللواء علي مملوك في روسيا ومن خلال هذا اللقاء تم الإتفاق على أهمية وحدة الجغرافية السورية وتحرير كامل أراضيها من المجموعات والتنظيمات الإرهابية والتي يبرر أردوغان دعمه لها بذريعة حماية أمنه القومي من الأكراد في سوريا وتركيا وبالتالي فإن انسحاب قوات قسد إلى الداخل السوري بعمق 30 كيلومتر وتسيير دوريات مشتركة بين الشرطة العسكرية الروسية والجيش التركي هو كان بمثابة إعطاء الأمان لأردوغان للتخلي عن ذرائعه التي يتذرع بها بين الحين والآخر.
وكان من أهم ما ناقشه الرئيس بوتين مع أردوغان هو الملف الليبي الذي أثار حفيظة العديد من الدول العربية والأوروبية والعجيب هو أن أردوغان ينتهج نهج الولايات المتحدة ويتدخل بالشؤون الداخلية لبعض الدول ولربما يكون هو العصا التي يتم الضرب بها بالمنطقة لتحقيق مكاسب سياسية وتدمير هذه الدول والإتيان بحكومات تقدم الولاء والطاعة للأمريكي والعدو الإسرائيلي وإلا ما المبرر لتدخل أردوغان في ليبيا سوى النزعة الطائفية الإخوانية التي باتت واضحة للجميع.
وبالمجمل فإن سياسات أردوغان الخارجية فاشلة وأنتجت عداوات واضحة مع عدة دول عربية مثل مصر والسعودية والإمارات والعراق وسوريا وأخرى أوروبية مثل ألمانيا والسويد والدنمارك وهولندا، ومن المؤكد أن تدخله بشؤون هذه الدول ودعمه اللا محدود لمرتزقته في هذه الدول قلب الطاولة عليه وبات يخشى من كل ما هو حوله لأنه أدرك أنه متى انتهت الحرب على سوريا ستبدأ الفوضى عنده فلجأ لنقل مرتزقته إلى ليبيا ليتذرع أمام الشعب التركي بأنه يواجه حرب خارجية لحماية مصالح تركيا.
مع العلم أن الرئيس بوتين قدم النصح له ونقل رؤية القيادة السورية لإنهاء الحرب على سوريا وأن القرار أتخذ لتحرير إدلب وان معركته في سوريا انتهت وفي ليبيا ينتظره الجحيم.
خاص وكالة “رياليست” – د. قصي عبيدو – كاتب ومحلل سياسي سوري