رياليست عربي│ أخبار و تحليلات

Русский/English/العربية

  • أخبار
  • خبراؤنا
  • حوارات
  • الآراء التحليلية
لا توجد نتائج
اقرأ كل النتائج
رياليست عربي│ أخبار و تحليلات
  • أخبار
  • خبراؤنا
  • حوارات
  • الآراء التحليلية
لا توجد نتائج
اقرأ كل النتائج
رياليست عربي│ أخبار و تحليلات

د. محمد سيف الدين: مصر وإيران ما بين عودة العلاقات والمتغيرات الجيوسياسية

د. محمد سيف الدين: إن التقارب بين مصر وإيران له مصالح عديدة ليس لهما فحسب، بل سيعود بالنفع على المنطقة بأسرها، والحديث في هذا الشأن يطول، لكنه تقارب مربوط بأيديولوجيات الدولتين، وعلاقتهما الخارجية مع دول الجوار القريب والبعيد.

     
يونيو 5, 2025, 10:00
الآراء التحليلية
الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان

الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان

القاهرة – (رياليست عربي): في زيارة غير مسبوقة استغرقت يومين، توجه وزير الخارجية الإيراني “عباس عراقتشي (عراقچي)” إلى العاصمة المصرية القاهرة مساء الأحد الماضي 1 يونيو 2025، والتقى في صبيحة اليوم التالي الاثنين بسيادة الرئيس “عبد الفتاح السيسي”، ووزير الخارجية والهجرة “بدر عبد العاطي”.

تضمن اللقاءان التشاور حول استئناف العلاقات المصرية الإيرانية، وكذلك بحث القضايا محل الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي.

اعتبر “عراقتشي”، مشيرًا إلى تطور الأوضاع السياسية الحساسة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وسوريا، ولبنان، واليمن خلال الشهور الأخيرة، أن المشاورات السياسية بين مصر وإيران، باعتبارهما لاعبين إقليميين محوريين، مفيدةً وبناءةً في سبيل المساعدة على حل الأزمات الراهنة والحيلولة دون تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط.   

كما تضمنت الزيارة لقاءً ثلاثيًا مشتركًا بين وزيري الخارجية الإيراني والمصري، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية “رافائيل جروسي” Rafael Grossi، ناقش فيه ثلاثتهم آخر مستجدات الاتفاق النووي بين طهران وواشنطن. وقد أكد الجانبان المصري والايراني ضرورة  إخلاء منطقة الشرق الأوسط من السلاح النووي.

هذه أول مرة تستضيف فيها القاهرة “مباحثات نووية” بعد 5 جولات من المفاوضات الإيرانية الأمريكية حول إبرام اتفاق نووي، عُقدت بوساطة سلطنة عُمان واستضافة مشتركة من جانبها وجانب “روما”.

تعتبر استضافة مصر لهذه المباحثات خطوةً غير متوقعة تُشير إلى إمكانية دخول القاهرة كلاعبٍ جديدٍ له ثقله الإقليمي والدولي في مفاوضات الاتفاق النووي.  

وقد تضمن برنامج زيارة وزير الخارجية الإيراني أيضًا التوجه إلى منطقة الحُسين التاريخية، وتناول العشاء في مطعم “نجيب محفوظ” بمنطقة (باب البادستان – خان الخليلي) مع وزراء خارجية مصر الأسبقين: عمرو موسى، ومحمد العرابي، ونبيل فهمي.

هذه ثاني زيارة رسمية يقوم بها وزير الخارجية الإيراني “عباس عراقتشي” إلى القاهرة، بعد زيارته الأولى في أكتوبر 2024 ضمن جولة إقليمية شملت وقتها كل من الأردن، وسوريا، ولبنان، العراق، والمملكة العربية السعودية، وقطر، وسلطنة عُمان، وتركيا.

تأتي هذه الزيارة بعد أحداث سياسية مهمة حدثت على إقليميًا ودوليًا؛ كان أبرزها: سقوط نظام بشار الأسد في سوريا –حليف إيران الاستراتيجي الوحيد في العالم العربي– وانهيار اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، ودخول طهران في مفاوضات غامضة النتائج مع واشنطن حول إبرام اتفاق نووي، لذا تحمل هذه الزيارة في جعبتها أهدافًا غير مباشرة كلها تنصب في بوتقة عودة العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران.

أسباب عديدة دعت النظام الإيراني إلى تغيير سياسته الخارجية في منطقة الشرق الأوسط وعقد تحالفات جديدة مع دول لم تكن مدرجة بالأجندة الإيرانية كمصر، تعزز وجودها الإقليمي وتسهم في حل مشكلاتها السرمدية مع الغرب خاصة الولايات المتحدة، وذلك في ظل متغيرات جيوسياسية جارية على قد وساق في المنطقة نجملها فيما يلي:

  • إن مصر هي الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي لا تمتلك أجندة مغرضة، أو تُملِي عليها دولة ما توجهاتها الداخلية أو الخارجية، حيث إنها تتبع سياسةً مستقلةً دافعها الأوحد أمنها الوطني والقومي، وبالتالي تصبح مصر أرض وسط بين الفرقاء، لا تسعى إلى الانحياز لأحد الأطراف، بل تسعى إلى توافقها، وذلك في ظل جهود الدولة المصرية الرامية إلى تهدئة الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، وليس إشعالها مثلما يريد البعض.
  • تدرك إيران جيدًا مكانة الدولة المصرية وعلاقاتها الحسنة بالفرقاء قبل الأصدقاء، وكذلك استقلالية قرارها السياسي، مما يجعل مصر الوسيط الأكثر نجاحًا في تسوية الملفات الإيرانية مع الغرب.
  • الظهور المصري الإيراني الحالي هو تلويح واضح يحمل في طياته الكثير من المغازي والدلالات أمام الجموح الإسرائيلي في المنطقة.
  • فقدت إيران في أعقاب حرب غزة جزءًا كبيرًا من حلفائها في المنطقة؛ قيادات مهمة في حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية وحركة أنصار الله اليمينة (الحوثيين)، فضلًا عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، وتحتاج اليوم إلى عقد تحالفات مع دول كُبرى لها ثقلها السياسي وعلاقاتها الواسعة شرقًا وغربًا كمصر تعتضد بها إقليميًا ودوليًا.

الحقيقة أن التقارب بين مصر وإيران له مصالح عديدة ليس لهما فحسب، بل سيعود بالنفع على المنطقة بأسرها، والحديث في هذا الشأن يطول، لكنه تقارب مربوط بأيديولوجيات الدولتين، وعلاقتهما الخارجية مع دول الجوار القريب والبعيد.

العلاقات المصرية الإيرانية علاقات قديمة قدم الزمان، تعود جذورها إلى عصور ما قبل الإسلام، وقد اتسمت هذه العلاقات بالهدوء حينًا والتوتر حينًا آخر، لكنها قرابة قرن من الزمان شهدت تحولات عديدة وصلت إلى حد الصداقة الحميمة والعداء الشديد؛ نسلط الضوء في نقاط عاجلة على أسباب توافقها وتفارقها.

العلاقات المصرية الإيرانية في مئة عام

  • كانت إيران من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال مصر عن بريطاني عام ١٩٢٢ وفتحت سفارتها في القاهرة بهدف تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وفي عام ١٩٢٨ وُقعت معاهدة الصداقة الإيرانية المصرية.
  • في عام ١٩٣٩ تزوج ولي العهد الإيراني آنذاك “محمد رضا بهلوي” من الأميرة “فوزية”، شقيقة الملك فاروق، واستمرت هذه الزيجة قرابة ١٠ سنوات، توطدت فيها العلاقات بين البلدين، ولكن بعد الطلاق عام ١٩٤٨ توترت العلاقة بشكل كبير.
  • في عهد الرئيس “جمال عبد الناصر” كانت العلاقة شبه مقطوعة، وشهدت عدة أزمات، خاصة مع ميل عبد الناصر إلى الاتحاد السوفيتي، وركون الشاه محمد رضا بهلوي على الولايات المتحدة واعترافه الرسمي بقيام دولة اسرائيل عام ١٩٤٨. كان كل مصر وإيران ينتهج سياسة تتنافى مع الآخر، وكان عبد الناصر يدعم حركات التحرير والثورات الشعبية على الأنظمة الملكية “الديكتاتورية” في المنطقة بما فيها نظام الشاه في إيران.
  • في عهد الزعيم الرحيل “محمد أنور السادات” وتقارب الرؤى السياسية بين البلدين، وصلت العلاقات بين القاهرة وطهران إلى أعلى مستوياتها أو ما يمكن أن نطلق عليه “العصر الذهبي”، وأصبح كل من البلدين ظهيرًا عتيدًا يحمي الآخر في المنطقة. كان الشاه “محمد بهلوي” يخاطب السادات دائمًا باسم “أخي الحبيب”.
  • بعد لجوء الشاه إلى مصر ودفنه في ثراها بمسجد رفاعي، واندلاع الثورة الإيرانية عام ١٩٧٩، قطع “الخُميني” العلاقات الدبلوماسية مع مصر، وأصبحت القاهرة من وجهة نظر النظام الجديد في مصاف العواصم المعادية للثورة الإيرانية، ومنذ ذلك الوقت تتأرجح العلاقات المصرية الإيرانية بين التوتر الصامت والهدوء البارد.
  • في عهد الرئيسين “محمد حسني مبارك” و”محمد خاتمي” حدثت محاولات من قبل الجانبين لاستئناف العلاقات مرة أخرى، وكان اللقاء الشهير بين الرئيسين في جنيف عام ٢٠٠٣، على هامش القمة العالمية لمجتمع المعلومات، ثم اللقاء الثاني عام ٢٠٠٧ خلال زيارة خاتمي للقاهرة، بصفته رئيس المركز الدولي لحوار الثقافات والحضارات، من أجل المشاركة في المؤتمر السنوي للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الذي نظمته وزارة الأوقاف المصرية آنذاك. لكن لم يتخذ البلدان أية خطوة فعلية في سبيل استئناف العلاقات الدبلوماسية.
  • في عهد الرئيس المخلوع “محمد مرسي” شهدت العلاقة بين مصر وإيران بعض التحسن، وكانت زيارة مرسي لطهران عام ٢٠١٢ للمشاركة في قمة دول عدم الانحياز هي أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس مصري منذ عام ١٩٧٩، ثم تلتها زيارة الرئيس الإيراني “محمود أحمدي نجاد (نژاد)” للقاهرة عام ٢٠١٣ من أجل المشاركة في قمة منظمة التعاون الإسلامي. تصريحات الإمام الأكبر الدكتور “أحمد الطيب”، شيخ الأزهر الشريف، خلال لقائه مع الرئيس الإيراني الخاصة بعدم التدخل في شؤون الدول العربية، والتعامل مع أهل السُنة من عرب الأهواز، باعتبارهم مواطنين إيرانيين لهم حقوقهم الدينية والشرعية، وليسوا أقلية عرقية مذهبية من الدرجة الثانية، ووقف نزيف الدم السوري، كانت بمثابة موقف مصر الواضح إزاء عودة العلاقات مع إيران.
  • بعد قيام الثورة المصرية على جماعة الإخوان المسلمين عام ٢٠١٣، اتخذت إيران موقفًا معاديًا من مصر، واعتبرت ما حدث انقلابًا على الشرعية، وشنت وسائل الإعلام الإيرانية وقتها حملةً مغرضةً ضد مصر، ساندت فيها جماعة الإخوان المسلمين. ظل الحال على هذه الوتيرة حتى تولى الرئيس الإيراني الراحل “إبراهيم رئيسي” مقاليد الحكم، وبدأت الحكومة الإيرانية، في ظل المتغيرات السياسية بالمنطقة، تُخفِض نبرتها العدائية تجاه مصر، وتتحدث عن رغبتها في عودة العلاقات الدبلوماسية مع القاهرة، وتداولت وسائل الإعلام الإيرانية تصريحات مباشرة على لسان قيادات حكومية رفيعة المستوى يتصدرها المرشد الإيراني “عليّ خامنئي” في هذا الصدد.
  • خلال تلك الفترة تبادل وزيرا الخارجية المصري والإيراني اللقاءات خلال مشاركتهما في المؤتمرات الدولية ذات الاهتمام المشترك، وكانت اللقاء الأعلى مستوى بين الرئيس “عبد الفتاح السيسي” ونظيره الإيراني “إبراهيم رئيسي” في الرياض عام ٢٠٢٣ خلال المشاركة في القمة العربية الإسلامية الطارئة حول غزة، ثم اللقاء الثاني بين الرئيس السيسي ونظيره الإيراني “مسعود بزشكيان” خلال مشاركة الأخير في قمة مجموعة الدول الثماني النامية المقامة في القاهرة العام الماضي.

طيلة هذه السنوات كانت مصر تتبع مبدأ الصمت الحذر تجاه النظام الإيراني، وتنتظر منه خطوةً جديةً تدل على رغبة حقيقية في استئناف العلاقات الدبلوماسية وتغير تعاطيه مع دول الشرق الأوسط المتنافي مع السياسة المصرية جُملةً وتفصيلًا.

خاص وكالة رياليست – د. محمد سيف الدين – دكتوراه في الأدب الشعبي الفارسي، وخبير في التاريخ والأدب الإيراني – مصر

مصرعبدالفتاح السيسيمواضيع شائعةإيران
الموضوع السابق

الكويت توقع صفقة كورفيت بقيمة 2.45 مليار دولار

الموضوع القادم

د. خالد عمر: إلى عرفات الله.. رحلة العمر

مواضيع مشابهة

صورة.إزفستيا
الآراء التحليلية

تصاعد الأزمة الأوكرانية.. ترامب يهدد روسيا بعقوبات قاسية وزيادة الدعم العسكري لأوكرانيا

يوليو 12, 2025
صورة.تاس
الآراء التحليلية

روبيو يرعى مفاوضات مع حلفاء الناتو لنقل أنظمة “باتريوت” الدفاعية إلى أوكرانيا

يوليو 11, 2025
صورة. orientxxi.info
الآراء التحليلية

د. خالد عمر: استقبال وفد من أئمة أوروبا في القدس

يوليو 10, 2025
صورة. apa-inter
الآراء التحليلية

التحول الكبير: بين احتضار النظام القديم ومخاض ولادة الجديد

يوليو 10, 2025
صورة.ريا نوفوستي
الآراء التحليلية

ما نتائج قمة البريكس في البرازيل وما هي التوقعات من رئاسة الهند؟

يوليو 9, 2025
وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" يتوسط ممثلي مجموعة (5+1) عقب التوقيع على الاتفاق النووي عام 2015
الآراء التحليلية

د. محمد سيف الدين: سناب باك: إيران والعودة إلى المربع صفر!!

يوليو 8, 2025
مواضيع شائعة
مواضيع شائعة

كل الحقوق محفوظة و محمية بالقانون
رياليست عربي ©️ 2017–2025

  • من نحن
  • مهمة وكالة أنباء “رياليست”
  • إعلان
  • سياسة الخصوصية

تابعنا

لا توجد نتائج
اقرأ كل النتائج
  • أخبار
  • خبراؤنا
  • حوارات
  • الآراء التحليلية

Русский/English/العربية