باريس – (رياليست عربي): اليوم، يوم عرفة، والوقوف بعرفة هو أساس شعائر الحج، وهو الركن الأعظم، وكما قال رسولنا ( ص) حبيبنا وحبيبكم: الحج عرفة .
إن الحديث عن الحج بأنه الركن الخامس من أركان الإسلام الخمسة، يترك لأهل الدين والفقه، ولكن نتناول بالحديث عن الحج، من الناحية الإنسانية والروحية، فأداء فرضية الحج فرضت مرة واحدة واجبة الأداء علي مسلم، لأن الحج مشقة بدنية، ومشقة مالية، فمن رحمة الله فرضها مرة واحدة في العام، ومن زاد عن مرة واحدة، فهي تطوع .
عندما يقوم المرء بأداء فريضة الحج تنتابه مشاعر روحية سامية، تجعلك طائر في السماء، ويتسرب إليك إحساس بالشفافية، والزهد، فأنت ترى أفواج وأمواج من البشر من كل الأعمار رجال وسيدات وأطفال، من الجنسيات والألوان واللغات واللهجات والثقافات، الغني والفقير الحاكم والمحكوم، القوي والضعيف والسليم والمريض، في لباس واحد ودعاء واحد في مكان واحد .
كل ذلك يجعل هذه الشعيرة العظيمة، برهان ودليل عملي، على يوم القيامة ويوم الحساب: وأن الساعة لا ريب فيها، جميع الخلق سوف يبعثون ويحاسبون ويسألون” وكلهم آتيه يوم القيامة فردا”، بدون أموال أو حراسة أو بودي جارد السكرتارية، أو زوجه أو اولاد، أو أمتعة أو لاب توب، أو سمارت فون، أو إنترنت، فيوم الحساب حقيقة لا جدال فيها أو مناقشة.
إن النظر إلى هذه الحشود البشرية، تحس بأنك لا شيء وأنك قد أضعت الكثير في اللهث والجري وراء متع زائفة لسعادة ومتع لحظية تستغرق ثانية، لا أكثر، والوقوف بعرفة هو البعث من الموت، سوف تدرك أن الحياة هي الحقيقة هي موت، وأن البعث هو الحياة.
والذين لا يحجون أو الوقوف بعرفات، عليهم التأمل والتفكر في حكمة الحج ومناسكه، بصرف النظر عن معتقدك الديني، أو مذهبك، خاصة وأن نداء الحج جاء لعامة الناس “وأذن في الناس بالحج”.. الوقوف بعرفة هو مراجعة مع النفس الصادقة، المؤمنة، المتواضعة، اللوامة.
دعوة صادقة من القلب إلى القلب، راجعوا أنفسكم، لوموا أنفسكم، عاتبوا أنفسكم “واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون “… عيد أضحى سعيد مبارك عليكم وعلينا جميعا.
خاص وكالة رياليست – د. خالد عمر – فرنسا.