باريس – (رياليست عربي): المشهد العالمي والدولي يدعوا للحسرة والأسف والحزن والإحباط، القتل والدمار يمتد من منطقة إلى أخرى، في غزة ولبنان والسودان، وأوكرانيا، وسط موقف عالمي متجمد مشلول، وفشل الأمم المتحدة وعجزها التام عن وقف هذا النزيف من القتلى والضحايا والخسائر البشرية والمالية والاقتصادية.
يطرح سؤال عاجل، وهو ما فائدة الابقاء على هذه المنظمة التي أصبحت عاجزة وغير قادرة على تحقيق أهم أهدافها التي أنشئت من أجلها “وهو حفظ السلام والأمن والاستقرار العالمي”؟؟؟ ألم يحن الوقت لحل هذه المنظمة التي أصبحت عبء على المجتمع الدولي ، وتحولت إلى منظمة مكلومة، وسط مكايدة سياسية بين الأعضاء الكبار الدائمين بها “مجلس إدارة العالم”، والخلاف محتدم بينهم، والصراعات تتصاعد وتزداد كل يوم وكل ساعة وأصبحت المنظمة كمن دخل في مرحلة متقدمة من الزهايمر، أو كمن دخل في مرحلة الشرنقة، ولن يخرج منها، وأصبح المستفيد الوحد من تلك المنظمة “الميتة إكلينيكياً” هم السيدات والسادة الموظفين والعاملين بها والذين يحصلون على مرتبات ومزايا هائلة، دون عائد او مردود لها.
ففي آخر التقارير والبيانات التي صدرت عن خسائر حرب غزة فقط قد تجاوزت حاجز 200 مليار دولار، بخلاف 41 ألف قتيل، و110 ألف بين قتيل ومفقود ومصاب .
كذلك تكلفة حرب روسيا واوكرانيا فتشير التقديرات أنها تجاوزت الـ 150 مليار دولار، كما تظهر التقارير أن التكلفة اليومية للصراع المسلح في السودان يبلغ ما يزيد عن 15 مليون دولار أمريكي، وخسائر لبنان ” البلد المتصدع اقتصادياً” بلغت ما يزيد عن 10 مليار دولار، وأن التهديدات المتواصلة باتساع رقعة الحرب وتمددها لمناطق أخرى سوف يكلف العالم المزيد والمزيد من الخسائر والتكلفة، فارتفاع مخاطر مرور وعبور السفن والناقلات البحرية بالبحر الأحمر تسبب في ارتفاع تكلفة نوالين وكذلك أسعار التأمين البحري، وكذلك عدم الاستقرار في اسعار الطاقة والبترول، والمتوقع اشتعالها مع أول ضربة لمصافي ومحطات البترول بإيران، وكذلك فرض الدول على رسوم التصدير على الحاصلات الزراعية خاصة القمح والأرز والشعير والذرة، بدوره سوف يشعل أسعار الحبوب والمواد الغذائية والاحتياجات الأساسية بالعالم، وفي المقابل، ضعف النمو والإنتاج، هبوط حركة التجارة والساحة الدولية وغيرها من الإيرادات.
كل تلك الخسائر التي تكبدها العالم وكذلك المنتظر حدوثها سوف تتحملها الدول الضعيفة والصغيرة، والتي هي في الأصل تعاني من أمراض عضال اقتصادياً وعدم استقرار مالي، وهشاشة وتشوه في هيكل لأنظمتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، والتي أصبح فيها المواطن يأن من ارتفاع المواد والخدمات الأساسية، فشعوب العالم المهمش والمقهور تنادي عقلاء العالمين بالتصدي العاجل لمن يسكب البنزين على النار لتزداد اشتعالاً، يكون وقود تلك النار هم الفقراء والضعفاء والمهمشين في العالم من الدول والمواطنين البؤساء، يا عقلاء العالم اتحدوا “العالم يحترق”، ولكن أين العقلاء؟؟؟ وهل يسمعون؟
خاص وكالة رياليست – د. خالد عمر – فرنسا.