أنقرة – (رياليست عربي): أكدت وزارة الخارجية التركية أنها رفضت خلال مؤتمر برلين 2 حول ليبيا مساواة قواتها بالمرتزقة، علماً أن الآلاف منهم جلبتهم أنقرة على مدى السنتين السابقيتين، وقالت الخارجية، إنها أكدت في المؤتمر الدولي أنها لن تسمح بمساواة “مدربيها ومستشاريها في ليبيا مع المرتزقة.”، طبقاً لموقع “العربية نت“.
تأتي تلك التصريحات على الرغم من أن الحكومة الليبية كانت أكدت في بيان أمس الخميس على الأهمية الملحة لإخراج جميع المرتزقة والقوات الأجنبية والمجموعات المسلحة، لتحقيق الأمن والاستقرار في إطار خطة شاملة.
لا جديد
أشار العديد من المتابعين للشأن الليبي، أن القرارات التي خرج بها المشاركون بمؤتمر برلين 2، هي ذاتها التي تحدثوا عنها في المؤتمر الأول في العام 2019، وبعد عامين من ذلك، لا تزال المشاكل هي ذاتها، لا بل هناك تخوف اليوم من عودة الأمور إلى سابق عهدها، بعد الفلتان الأمني الحالي، خاصة في العاصمة الليبية طرابلس.
لكن المؤكد والذي لا يحتاج إلى مؤتمرات ليتم تأكيده، أن تركيا لن تخرج لا بصفتها الرسمية ولا بصفة سحب مرتزقتها من السوريين وغيرهم من الأراضي الليبية، إن خضوع تركيا لتنفيذ هذا الأمر، يحتاج قراراً دولياً ملزماً بان تسحب أنقرة مبدئياً وعلى الأقل المرتزقة، بينما تُبقي على مستشاريها في حال كان الهدف تدريب القوات الليبية الرسمية، إلا أن ذلك لن يحدث، بل المجتمع الغربي متماهٍ مع تركيا، حيث طلب منها فتح صفة جديدة وأقر تعليمات تتعلق بإرسال تمويل جديد للاجئين السوريين، ما يعني أن أوروبا تريد استمالة تركيا لغايات جديدة، رغم أن الخلافات أكبر بكثير مما هو معلن.
في حين يرفض المجتمع الدولي وبخاصة دول الاتحاد الأوروبي، التعاون مع روسيا أو حتى عقد قمة معها لبحث كل الملفات المستعصية ومن بينها الملف الليبي، وهذا يوضح ازدواجية المعايير التي يمارسوها.
فشل جديد
إن الملف الليبي، ملف مهم بالنسبة للغرب وتركيا، وإن كان هناك إرادة حقيقية لحكومة الوحدة الوطنية كان حري بها الاجتماع مع قيادة الجيش الليبي في بنغازي لوضع حد للانتهاكات الأخيرة للميليشيات المسلحة، إلا أن ذلك لن يحدث، لأن هناك قراراً دولياً بتعطيل أية إمكانية لأي ح مرتقب، بالتالي، هناك قلق حقيقي اليوم من عودة الأمور إلى سابق عهدها، ما ينسف كل الاتفاقات الدولية السابقة، ويعيد تركيا لأن تتحكم في الوضع الليبي، دونما إخراج المرتزقة أو القوات الأجنبية، لا بل جلب المزيد منهم لإغراق البلاد بمزيد من الفوضى.
ما يعني أن أنقرة يقتصر دورها على التواجد في الأراضي الليبية لتعطيل أية جهود ممكنة وهذا هو الوضع القائم، لأن العين على القارة الأفريقية وتُعتبر ليبياً منفذاً مهماً للولوج إلى داخلها، خاصة وأنها تضم ميليشيات لعدد من الدول الأفريقية على سبيل المثال متمردي دولة تشاد الذي قتلوا الرئيس التشادي، إدريس ديبي.
خاص وكالة “رياليست”.