قالت وزارة الخزانة الأمريكية إن الولايات المتحدة فرضت عقوبات على مسؤول في حزب الله وشركتين مقرهما لبنان تتهمهم واشنطن بالارتباط بالحزب المدعوم من إيران، وقالت الوزارة في بيان إنها أدرجت شركتي آرش كونسالتين للدراسات والاستشارات الهندسية ومعمار للهندسة والمقاولات، ومقرهما لبنان، على القائمة السوداء، لأن حزب الله استغلهما لإخفاء تحويلات مالية إلى حساباته بما يسهم في إثراء قيادة حزب الله، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
ويأتي هذا القرار في أعقاب قرار أمريكي مماثل الشهر الحالي بإدراج وزيرين سابقين بالقائمة السوداء على خلفية اتهامات بأنهما عملا على تمكين حزب الله بينما حذرت واشنطن من أنها ستتخذ مزيداً من الإجراءات التي تستهدف الحزب.
هل ينقذ تشكيل الحكومة الجديدة لبنان؟
لا شك ان الفراغ السياسي الحاصل في لبنان، أدى إلى توسع التدخلات الخارجية، لا بل أصبحت بشكلٍ علني، إذ أن تشكيل الحكومة كما هو سائد في لبنان، لا يمكن لها أن تنجح إلا بإتباع الشكل التقليدي لها، وذلك من خلال توافق كل الطوائف التي تعيش في لبنان وتقاسم الحقائب الوزارية والمقاعد النيابية، إلا أن هذه المرة، هناك مساعٍ دولية وإقليمية شكلاً تحاول المساعدة في إنهاء هذا الوضع، وتشكيل الحكومة بما يتوافق والأوضاع الراهنة، رغم أن كل المؤشرات تقول إن لبنان “الدولة” بات أضعف مما كان عليه، وزاد الأمر سوءاً تفجير مرفأ بيروت وتشرد أكثر من 300 ألف عائلة، إضافة إلى رفض صندوق النقد الدولي منح قروض لتستطيع الدولة اللبنانية الوقوف على قدميها.
هذا المشهد إكتمل مع العقوبات الأمريكية السابقة والحالية وما سيليها، لأن هذا يعني زيادة من الضغط، وزيادة من التصعيد الاقتصادي، بعد أن توقفت مصالح الكثير من اللبنانيين وإنخفضت الرواتب بحسب سعر صرف المصرف المركزي اللبناني، مقارنةً مع الإرتفاع الشديد في السوق السوداء.
ماذا يريد الغرب من لبنان؟
عملياً لا يهم الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية من يترأس الحكومة، فالأرضية متصدعة ولا يمكن لأي رئيس حكومة جديد أن ينهض بلبنان مجدداً، فالعملية عبارة عن موروث سالق للاحق، فكما فشلت حكومة الرئيس المكلف السابق حسان دياب، ستفشل حكومة الرئيس المكلف الحالي مصطفى أديب، وكذلك من سيليه، وبالتالي، ليس لأن لا قدرة لديهم على النهوض، بل لأن الملفات مثقلة بالفساد والترهل الإداري وتدخل رجالات الدين من الطوائف مجتمعة، وهذا الأمر هو عامل نجاح للتدخل الأمريكي في المنطقة، وإذا ما ربطناه مع إتفاق السلام الأخير مع إسرائيل، فهذا الوضع هو المناسب لإتمام إنجاح الإتفاقيات اللاحقة مع الدول الجديدة التي ستدخل ضمن خطة السلام التي وضعتها واشنطن.
من هنا، إن العقوبات الأمريكية، زيادة في توتير الأوضاع، وزيادة في إفشال أي حل من الممكن أن يضع هذا البلد على سكة الحل، وبالتالي، إن حزب الله، سيتمسك بمواقفه، وكذلك حركة أمل، وكل الطوائف الأخرى على نفس التشكيلات السابقة، وأما حزم العقوبات فهي لا تضر بالمقام الأول إلا بالحالة الاقتصادية للشعب اللبناني، وبالتالي، لا يمكن تخطّي الأقطاب السياسية المتجذرة بطول البلاد وعرضها، إنّه صراع الطوائف. فلا مجال للإصلاح أو مكافحة الفساد ولن يتحقق إنقاذ هذا البلد.
فريق عمل “رياليست”.