باريس – (رياليست عربي): في السنة الأولى في أي جامعة أو كلية أو مؤسسة تعليمية لدراسة علم الاقتصاد، هناك مباحث عن التنمية بكافة أشكالها وأنواعها، سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو ثقافية أو حضارية أو غيرها، وأهمية تلك التنمية للشعوب والأمم ولكافة البلدان والمجتمعات والأنظمة، سواء غنية أو فقيرة، متقدمة أو نامية.
ولكن هناك فرق كبير بين أن تستهدف معدل تنمية لكي تنهض وتتقدم، وبين أن تستهدف معدل تنمية لكي تعيش وتبقى على قيد الحياة! فالأول كمن يسير بسرعة الصاروخ، والثاني كمن يقف في مكانه لا يتحرك.
إن الفجوة الحضارية بين الدول الغنية والفقيرة هوة كبيرة، ولكي تلحق الدول الفقيرة أو النامية أو الراغبة في النمو، تحتاج إلى معدلات نمو مرتفعة. فمعدل نمو 3% أو 5% أو 7% هي معدلات لاستمرار بقاء تلك الدول كما هي، ساكنة، وليس لنهضتها أو تقدمها.
وعلى المسؤولين ومتخذي وصانعي القرار أن يعلموا ذلك، وأن معدلات التنمية الضعيفة لا تصنع نهضة أو تقدماً، بل تبقى التباعد بين العالم الغني والعالم الفقير، بل تزداد يومًا بعد يوم.
أدعو الخبراء ممن ينادون ويتغنون ليل نهار بالتنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر وغيرها من البدع والخزعبلات الاقتصادية الوهمية أن يتقوا الله في أوطانهم، فهي بضاعة فاسدة، لسبب بسيط: أن تلك الأمور تحتاج إلى تكنولوجيا باهظة الثمن والتكاليف، لا تمتلكها الدول الفقيرة أو الساعية للنمو!
وما يزيد الطين بلة أن من يمتلك تلك التكنولوجيا هي الدول المتقدمة، فعلى الدول الفقيرة الاستعانة بالدول التي تمتلكها، وهي بالطبع الدول الغنية والمتقدمة! فبدلاً من أن يعطي الغني الفقير، أصبح الفقير هو من يعطي الغني! وهنا بيت القصيد!
وإن من يروجون لتلك المصطلحات هم واضعو السم في العسل، فهم أدوات للدول الغنية والمتقدمة لابتزاز الدول والشعوب، وهو الفخ المنصوب لها.
ألا تعلمون؟ ألا تفقهون؟ ألا تعقلون؟
خاص وكالة رياليست – د. خالد عمر – فرنسا.