القاهرة – (رياليست عربي): أسدل عام 2021 ستاره على العالم أجمع، طويت صفحة السياسية والاقتصاد للجميع وسط تناقضات واضحة لدول تقدمت وأخرى تراجعت، بينما في منطقة الشرق الأوسط تظل الآمال معلقة على حلول ناجزة لأزمات قائمة منذ عقود تراوح مكانها، بدون شعاع أمل في الغد.
2021 يعد عام أزمات عديد من الدول العربية، والتي تعقدت بشكل غير مسبوق، فلا زالت القضية الفلسطينية عالقة على وضعها دون حلول، وساهم في الوضع المتردي الخلافات القائمة بين الفرقاء من حركتي فتح وحماس، كذلك لا يستطيع أحد إنكار تعنت الطرف الإسرائيلي تجاه المقترحات الدولية الرامية لوصول الضوء في نهاية نفق مظلم منذ عقود.
من فلسطين إلى ليبيا، المولود الحديث في سلسلة الأزمات الإقليمية، وتبخر أمل الانتخابات التي كان مقرر عقدها في 24 ديسمبر/ كانون الأول الماضي (2021)، وعلى ما يبدو أن 2022 لن يكون أقل قسوة على الليبيين من سلفه 2021.
فهناك باتت الدولة مريضة وفي وضع حرج موضوعة على طاولة التشريح الدولي، تسعى كل قوة خارجية فاعلة في الأزمة، ترهن مستقبل شعبها على تحقيق مصالحها الخاصة سواء، وتراهن كرسي الحكم هناك لصالح مرشحها الغائب حتى الآن.
في اليمن الواقع شرق آسيا ليس بعيداً عن حالة شقيقته ليبيا الواقعة في غرب أفريقيا، عجلة الحرب بين التحالف العربي الذي تقوده السعودية ضد جماعة أنصار الله الحوثي لم تتوقف وعلى ما يبدو أنها سوف تستمر في الدوران.
فشلت الجهود الأممية على دفع الأطراف على ترك البنادق، ومع الاعتداءات التي تطول المملكة العربية السعودية بين الحين والآخر، تزداد الأزمة تعقيداً ويطلق الرصاص على جميع الحلول السياسية المطروحة من المنتظم الدولي، أو من داخل البيت العربي.
لبنان هي الأخرى كان الربع الأخير من العام الماضي، بمثابة استعداد جنين الأزمة للميلاد في الربع الأول من العام الحالي، وشهدت جدران قصر بعبدا، قبل طي الصفحة الأخيرة من العام، توتر سياسي عنيف بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، لبّدت سماء بيروت بسحب جاهزة لإغراق شوارع بيروت في شتاء سياسي قاس.
إلى سوريا، صحيح أن الرئيس بشار الأسد، حقق انتصارات ملموسة على جماعات إرهابية مختلفة المسميات، لكن تظل دمشق بعيدة عن حضنها العربي وتفقد أمتها دورها في ظل وضع إقليمي مفكك غاب عنه فكرة مشروع موحد، والآمال معقودة على قمة القادة العرب المرتقبة بالجزائر لشد حضارة الهلال الخصيب، لآفاق أرحب.
التجارة العراقية لسوريا خرجت من انتخابات محفوفة بمخاطر نيران الطائفية، وتتأهب أمريكا وفق ما أعلنت لسحب قواتها من هناك، وكون بلاد الرافدين ملتقى مشاريع إقليمية، يلاحق بغداد القلق من القادم، ومؤخراً تنامى من جديد تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” الإرهابي، (المحظور في روسيا).
إلى أقصى الغرب العربي، تركت 2021 جرحاً غائراً بين الجارتين المغرب والجزائر، وبات كل طرف يتحسس مسدسه استعداداً لحرب تنتظر الطلقة الأولى.
وساهم في تعقيد العلاقات المعقدة من الأصل، دخول إسرائيل في تحالف واضح مع الرباط، ونقله إلى مناحي عسكرية تتعلق بطائرات مسيرة وتبادل معلومات استخباراتية، الأمر الذي استشعرته الجارة الجزائرية خطورته واعتبرته تهديداً يستهدف أمنها القومي.
جاء 2022 ومن المؤكد أيضاً أن أزمة التاريخ بين الدول الخليجية، والجارة النووية -إيران- لن تشهد تقدماً ملموساً وجل ما يتمناه المراقبون أن تبقى المناوشات كلامية لا تتخطى الحد الآمن من الخلافات السياسية.
نصل أخيراً إلى السودان والذي بات يعاني من ويلات الانقسام، وسط فشل جميع الخطط، فلا فائدة في مكون مدني فاعل، ولا نية للتراجع لدى المكون العسكري، ووسط هذا وذاك يقف الشارع حائراً بين مطالب مشروعة تتعلق بالرغبة في الحياة الكريمة، وأخرى ملونة تعيد رفع شعارات ثورات ملونة ضد كل ما هو عسكري بهدف وضع الدولة في مهب رياح الفوضى.
خاص وكالة رياليست.