واشنطن – (رياليست عربي): أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن العلاقة بين واشنطن وبغداد “مبنية على الاحترام والمصالح المشتركة”، فيما أكد نظيره العراقي فؤاد حسين، على مواصلة التعاون والتنسيق الأمني مع الولايات المتحدة، مشدداً على ضرورة التنسيق الدولي لمواجهة تنظيم داعش، طبقاً لقناة “سكاي نيوز عربية“.
لا انسحاب أمريكي قريب
إن الزيارة العراقية لمسؤولين عراقيين إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، ولقاء نظرائهم الأمريكيين، لا شك بأنها زيارة مهمة، نظراً لتسارع الأحداث التي تعصف بالمنطقة وبالأخص، العراق الذي يُعتبر مسرح صدامي بين إيران والولايات المتحدة، عبر الفصائل العراقية المنتشرة في الداخل العراقي، والموالية لطهران، هذه العوامل، دفعت بواشنطن إلى المسارعة بأخذ التدابير اللازمة التي تضمن بقاء قواتها في العراق، فبالأمس صرح الساسة الأمريكيون أنهم باقون في العراق بطلب من العراقيين، ومسألة الانسحاب أيضاً ستكون بطلب من العراق، بالتالي، إن تعزيز الخطر الكامن سواء في داعش أو في إيران أو أياً يكن من المفيد لأمريكا لا تدّخر جهداً حول إشاعته، فهي بطريقة أو بأخرى، ستعمل على تمتين البديل عن أفغانستان، رغم أنها لم تخسر هناك فلقد قامت ببسط نفوذ حلفائها، ما يعني لا خسارة حقيقية بل ذلك عامل وقائي وحماية لجنودها من موت قد يطالهم بطريقة أو أخرى.
مساعدات غير صحيحة
لطالما صرحت واشنطن بأنها من أكثر الداعمين للعراق سواء عسكرياً أو إنسانياً، ورغم غنى العراق بالمشتقات النفطية، إلا أن منظومته الاقتصادية منهارة، لا كهرباء ولا ماء ولا بنى تحتية، ولم يقم بإصلاح أي شيء منذ العام 2003، إلى الآن، فهو من البلاد الحارة، ورغم كل وسائل العيش الرغد، لكن شعبه يعاني من ضائقة اقتصادية كبيرة على كافة الأصعدة، ويعاني العراق من ثقل الديون جراء استجرار الكهرباء والمواد الغذائية وغيرها من القطاعات، رغم غناه بكل الموارد التي تتيح له مقارعة أغنى دول الخليج، لكن كلما تم إفقاره كلما كان التحكم به والسيطرة عليه أسهل.
لقد كان الجيش العراقي من أقوى الجيوش العالمي، ومع انهيار هذه المؤسسة أيضاً، وتغلغل داعش وغيرها، بصرف النظر من كان سبباً فيها، هذا واحد من دوافع كثيرة لا أحد يريد لهذا البلد النهوض، فنهوضه يعني خسارة كبيرة للولايات المتحدة وإلى حد ما إيران.
بالتالي، إن الانتخابات العراقية المقبلة ستثبت أن نظام المحاصصة سيبقى هو المتحكم بقرار الشعب العراقي، وستبقى الولاءات والتبعية سواء لواشنطن أو طهران هي السائدة، والحقيقة الأكثر سطوعاً، أن البرامج الانتخابية ستحمل وعوداً كثيرة مثل الانسحاب الأمريكي، وتحسين الأوضاع المعيشية، لكن أياً من هذين الأمرين لن يتحقق، ما يعني استمرار هذا الوضع المترافق مع انتشار الجائحة إلى أجلٍ غير مسمّى.
خاص وكالة “رياليست”.