برلين – (رياليست عربي): تفيد مصادر مطلعة بأن توماس باراك قدّم مبادرة للجنرال مظلوم عبدي، تتضمن نشر قوات سوريا الديمقراطية حول السويداء كقوات حفظ سلام، في إطار حماية اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه في اجتماع عمان.
لكن الجنرال، وبتوصية من التحالف الدولي، رفض المبادرة، نظرًا لانعدام ثقته ب الجولاني، مشيرًا إلى أن انتشار قواته في تلك المنطقة دون ضمانات سيعرضها لكمائن الغدر. فالواقع أن من يُسمّون بـ”العشائر” أو “البدو”، وقبلهم أجهزة “الجيش” و”الأمن العام”، يعملون جميعًا ضمن غرفة عمليات واحدة بإمرة الجولاني. أنهم تحركوا آلاف الكيلومترات عبر الحواجز دون أي عرقلة، وصولًا إلى مشارف السويداء.
في المقابل، أصرّ الجنرال مظلوم عبدي على تقديم دعم إنساني عاجل، تمثّل في إرسال شحنة أدوية ومعدات لإعادة تشغيل مشفى السويداء المحاصر، بعدما أطلق نداء استغاثة منذ يومين.
أما على الجانب الآخر، فلم تجد إسرائيل ضرورة لاستقدام قسد، كونها تمتلك من أدوات القوة والضغط ما يكفي. وقد وجهت إنذارًا مباشرًا للجولاني، بمنحه مهلة 48 ساعة لسحب “قوات العشائر” أو مواجهة نهاية سلطته.
ترتيب الانسحاب الذي جرى كان على النحو التالي:
- سحب كامل للقوات المهاجمة من أطراف المدينة؛
- نشر محدود للأمن العام بمحيط السويداء؛
- إنهاء الحصار وعودة الكهرباء والخدمات الأساسية؛
- فتح ممرات آمنة.
ورغم تصريحات وزير الإعلام عن “دخول الدولة”، إلا أن الوقائع تكشف أن الأمر تم بتنسيق مباشر مع إسرائيل، التي كلفت الأجهزة بطرد العشائر دون توسيع الاشتباك. بل تم منع دخول مسؤولين حكوميين حاولوا التسلل إلى المدينة بذريعة مرافقة مساعدات الهلال الأحمر.
اليوم، باتت السويداء خارج سلطة دمشق رسميًا، بعد أن أفشل أهلها مخطط الجولاني للاستيلاء عليها بالقوة، ونجت من مجزرة كانت وشيكة. الآن، كل الأنظار تتجه نحو ما سيفعله الجولاني في الأيام المقبلة:
هل يصرّ على مشروعه القاتل؟ أم يقبل بالعودة إلى الحل السياسي؟
ما هو مطلوب اليوم:
- تشكيل لجنة تحقيق دولية في مجازر الساحل والسويداء، ومحاسبة المسؤولين عنها؛
- إطلاق مبادرة إنقاذ وطنية حقيقية، بمشاركة الأحزاب، والنخب، والمجتمع المدني؛
- تأسيس حكومة مؤقتة تدير المرحلة الانتقالية وتُجري انتخابات عامة خلال أشهر.
فليختر الجولاني:
- إما الانخراط في عملية إنقاذ وطنية، أو البقاء في قصره محاطًا بكومبارس القتل والخداع.
السويداء تحررت
شرق الفرات محرر
الساحل الجريح قادم
والعالم يراقب… لن يبقى صامتًا للأبد، العقوبات ستشتد، والجوع سيزداد، والرقابة الدولية لم تعد غافلة. أجهزة الاستخبارات بدأت تزيد من التحذيرات: لن يُسمح للإرهاب بدخول دولهم عبر المطارات تحت بجوازات سفر دبلوماسية.
الكاتب والباحث السياسي – مصطفى عبدي – ألمانيا.