باريس – (رياليست عربي): أعرب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن قلقه إزاء الوضع في كازاخستان، التي تشهد احتجاجات دموية، في وقت أشاد الرئيس الصيني، شي جين بينغ، بـ”الإجراءات القوية” التي اتخذتها حكومة الرئيس قاسم توكاييف، طبقاً لوكالات أنباء.
إشادة كل من ماكرون جين بينغ، تنطلق من مصالح خاصة بهما، فإن بدأنا بفرنسا التي لها أوسةً بدول غربية أخرى استثمارت عبر شركات نفطية في غرب كازاخستان، فإن مصالحها مهددة ي ظل الوضع الراهن، وفي ظل استمراره دون حلول، إذ أن هذا البلد بقي منذ استقلاله في العام 1991 عن الاتحاد السوفيتي، ينعم بهدوء بالغ، حتى معاهدة الأمن الجماعي مع روسيا، منذ توقيعها في تسعينيات القرن الماضي لم يُعمل بها إلا من يومين فقط، فأي أزمة جديدة ستتراكم الأزمات، خاصة وأن الإليزيه بطبيعة الحال يعيش أزمات شتّى أبرزها الجائحة ومعركة الانتخابات الرئاسية المرتقبة.
بالسبة للصين، من المعروف أن كازاخستان دولة وسط آسيوية تقع بين روسيا والصين، وتشكل الحديقة الخلفية لروسيا، فالصين ليس لها مصلحة بأن يتطور الأمر ويحدث انفلات أمني ومن ثم إرهابي على حدودها، خاصة وأن أزمتها مع الإيغور لا تزال قائمة، فهذا أمر خطير يهدد أمنها القومي، إلى جانب التهديدات الاقتصادية الأخرى.
ماكرون قال إنه سيواصل متابعة الأوضاع في كازاخستان، الجمهورية السوفيتية السابقة في آسيا الوسطى، حيث أن الولايات المتحدة إلى جانب المفوضية الأوروبية سبق وأن صرحتا بأنهما يراقبان الأوضاع عن كثب خاصة في حال وقوع انتهاكات حقوق الإنسان أو سيطرة روسيا على المؤسسات الحكومية في كازاخستان، هذا أمر حذرت منه واشنطن وبالطبع دون بحث أو تقصّي فإن الموقف الأوروبي متطابق معها.
بدوره، شاد الرئيس الصيني، شي جين بينغ، بالحملة الأمنية الدامية لحكومة كازاخستان ضد المتظاهرين معتبرا أنها تنم عن الحس “العالي بالمسؤولية” الذي يتمتع به الرئيس قاسم توكاييف، وهذا تصريح عام، لكن الحقيقة تراقب بكين بتوجس مآلات الأوضاع في كازاخستان وما ستؤول إليه، لكن الأمر الأكيد الذي تعلمه أن روسيا لا يمكن أن تسمح بتصاعد الأحداث حتى وإن كلف ذلك اشتعال حرب جديدة، لأنها تعلم أن هذه الأحداث هي الثغرة التي فتحتها عليها أمريكا من البوابة الأوكرانية.
خاص وكالة رياليست.