مينسك – (رياليست عربي): في بيلاروسيا، سيتم إجراء يوم تصويت واحد في 25 فبراير، حيث سينتخب المواطنون برلماناً جديداً ومجالس محلية جديدة، وستكون الانتخابات هي الأولى منذ الأزمة السياسية التي اندلعت في البلاد عام 2020، وتجري الحملة الحالية على خلفية مثيرة للقلق، ووفقاً للرئيس لوكاشينكو، لا يزال الغرب يخطط لتغيير عنيف للسلطة.
في بيلاروسيا، سيتم إجراء يوم تصويت واحد في 25 فبراير، وسينتخب المواطنون 110 نواباً في مجلس النواب، بالإضافة إلى نواب المجالس المحلية، تم اعتماد 240 شخصًا كمراقبين دوليين. ومع ذلك، لم تتم دعوة ممثلي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وأوضحت وزارة الخارجية في البلاد أن المنظمة يهيمن عليها ممثلو الدول الغربية الذين يسترشدون بمعايير مزدوجة، وداخل المنظمة نفسها “يتزايد العداء والنبذ”.
وستكون هذه الانتخابات هي الحملة الأولى منذ الأزمة السياسية التي اندلعت عام 2020، بالإضافة إلى ذلك، سيكون التصويت هو الأول بعد تغيير التشريع الانتخابي، ووفقاً للتعديلات التي تم اعتمادها قبل عام، ألغت البلاد الحد الأدنى من نسبة المشاركة وحظرت تصوير بطاقات الاقتراع، كما تم إدخال متطلبات إضافية للمرشحين، بما في ذلك حظر الحصول على جنسية ثانية، بالإضافة إلى ذلك، ألغت لجنة الانتخابات المركزية مراكز الاقتراع في الخارج.
واعتباراً من 20 فبراير، أصبحت مراكز الاقتراع مفتوحة للتصويت المبكر، وبحسب لجنة الانتخابات المركزية ، فقد حضر في اليومين الأولين أكثر من مليون مواطن إلى مراكز الاقتراع، أي أن نسبة المشاركة بلغت بالفعل 14.6%. ويذكر أن الشباب هم أكثر نشاطا، “حدثت حادثة مثيرة للاهتمام في موغيليف، حيث بلغ عمر الرجل 18 عاماً غداً فقط إلى لجنة الانتخابات في المنطقة، ولم يستطع الانتظار للتصويت اليوم، وقد أعرب أعضاء اللجنة عن تقديرهم لهذه الحماسة، لكنهم دعوا الشاب للحضور في عيد ميلاده”.
وتجري الانتخابات الحالية في ظل خلفية مثيرة للقلق في مجال السياسة الخارجية، وفي نهاية يناير/كانون الثاني، بدأت دول الناتو مناورة “المدافع الصامد 2024″، وهي أكبر مناورة عسكرية منذ عقود، وتستمر المناورات حتى نهاية مايو الجاري، ويشارك فيها 90 ألف عسكري، وسيتم إجراء جزء من التدريبات في دول البلطيق وبولندا، أي على مقربة من بيلاروسيا.
ويشير مسؤولو الأمن البيلاروسي أيضاً إلى أن النشاط الاستخباراتي لحلف شمال الأطلسي قد زاد هذا العام، وأكد وزير الدفاع فيكتور خرينين أنه يتم تسجيل ما بين خمس إلى سبع طلعات جوية لطائرات الاستطلاع والطائرات بدون طيار كل يوم، بدوره، أفاد نائب قائد قوات الدفاع الجوي ليونيد دافيدوفيتش، أن عدد الرحلات الجوية تضاعف مقارنة بشهر ديسمبر/كانون الأول، في حين لا يزال الوضع على الحدود مع أوكرانيا صعباً.
وأفادت مينسك أن المعارضة البيلاروسية لا تقلل من نشاطها، وبحسب لوكاشينكو، فإن “الهاربين” وأمنائهم الأجانب يعملون على ثلاثة سيناريوهات رئيسية للاستيلاء على السلطة، الأول هو تنظيم انقلاب مباشر خلال الحملة الانتخابية الحالية، وأشار الزعيم البيلاروسي إلى أن هذا هو الخيار المرغوب فيه للغاية، ولكنه أيضاً الخيار غير المرجح بالنسبة لهم.
وبحسب السيناريو الثاني، ستكون الحملة الحالية بمثابة بروفة للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها عام 2025، وأشار لوكاشينكو إلى أن “هذا هو الخيار الرئيسي، وقد تم إلقاء القوى والموارد عليه، وتم تفعيل عملية البحث عن نقاط غليان جديدة في المجتمع يمكن أن تثير موجة جديدة من الاحتجاج”، ووفقاً له، فإن السيناريو الثالث ينطوي على ممارسة لعبة طويلة الأمد، والاستخدام الفعال لأدوات “القوة الناعمة” من أجل “الدخول إلى عقول الناس وأرواحهم”.
بالتالي، إن الانتخابات الحالية في بيلاروسيا ستكون الأولى بعد الأزمة السياسية عام 2020، وكذلك الأولى التي تجرى في عام 2020، شكل يوم تصويت واحد، فقد تم تحديث النظام الحزبي بشكل جدي للانتخابات الحالية.
أما الأمر الرئيسي هو أن يتم التصويت بطريقة هادئة، دون أعمال تخريب أو هجمات إرهابية”، في الوقت الحالي إن السلطات تتعامل مع هذه المهمة، وبشكل عام، تفتح الانتخابات الحالية دورة سياسية جديدة، والآن سيتم تشكيل مجلس النواب والمجالس المحلية، وبعد ذلك سيشارك العديد من النواب في الاجتماع الأول لمجلس الشعب لعموم بيلاروسيا، والذي من المقرر أن يعقد في الربيع.