قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إن الولايات المتحدة تدرس خيارات لمساعدة تركيا بعد مقتل 33 جنديا تركياً في هجوم للقوات الحكومية السورية المدعومة من روسيا في محافظة إدلب السورية، وذكر بومبيو في بيان أن “الولايات المتحدة منخرطة مع الحلفاء الأتراك وتدرس خيارات لمساعدة تركيا في صد هذا العدوان”، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
مع بداية مقتل الجنود الأتراك في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، طلب النظام التركي مباشرةً وبدون مقدمات مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية في معركته في الشمال السوري، فيما يبدو أن الإدارة الأمريكية تمنعت عن قبول هذا الطرح كي لا تتحول المسألة وتتوسع لحرب شاملة لن يكون أحد منها في مأمن، ثم طلبت أنقرة من حلف شمال الأطلسي – الناتو التدخل، أيضاً رفض بحجة أن هذا إقتتال بين دولتين، ما ترك تركيا تقارع الوضع وحيدة وسط كل التطورات التي حدثت.
على المقلب الآخر، لم تتوقف واشنطن عن تحريض النظام التركي على الإتحاد الروسي، وفي نيتها إستهداف قوات الدولتين بعضهما البعض في إدلب، لكن حدث بعض ضبط النفس في البداية من الجانين، إلا أن الإنجازات الأخيرة للجيش السوري المدعوم من القوات الروسية، غيرت قواعد الإستباك، حيث إستمر نظام أنقرة بإرسال تعزيزاته العسكرية إلى نقاط مراقبته المحاصرة أساساً، حيث إعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن ذلك جاء بضوء أخضر روسي، فسارع إلى طلب نظام باتريوت الأمريكي وكرر أردوغان في تصاريح أخرى أنه سيجتمع مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب ويطلب منه مجدداً التدخل ونشر المنظومة، التي لم تنشرها الولايات المتحدة لكنها ستناور بهذه الورقة وبأوراق عديدة أخرى كي تزيد الشرخ الحاصل بين الروس والأتراك في إدلب.
إن التصعيد الأخير، أيضاً إعتبرته أنقرة إستهداف روسي لها قبل أن يكون روسي، لكنها هي من أذنت لقواتها وللتنظيمات الإرهابية المسلحة بإستهداف الطائرات الروسية والسورية بصواريخ كتف محمولة أمريكية الصنع، ليتطور الوضع ويتم إستهداف رتل عسكري خلف عشرات القتلى والإصابات، فواشنطن ليست حزينة من أي تصعيد وهذا هو مرادها من كل الحروب خاصة إن كان هناك أذية لروسيا، إلا أن التصريحات الغربية والأمريكية وحتى التركية لم تأتِ على ذكر إستهداف قاعدة حميميم الجوية في ريف اللاذقية والذي كان آخرها يوم الأمس بالطائرات المسيرة بشكلٍ مستمر من الفصائل الموالية للنظام التركي، فيما مطلب الإتحاد الروسي الوحيد لإزاحة العقبة الروسية – التركية هو تحييد الفصائل الإرهابية عن المعتدلة وهذا الأمر تنتظره موسكو من العام 2017 بحسب إتفاقات سوتشي لكنه لم يحدث ولا يبدو أنه سيتم على الإطلاق.
إن واشنطن تسعى للتدخل مع إقتراب تطهير الشمال السوري وفتح الطرق الدولية التي ستخفف أعباء الوضع الاقتصادي السيء على سوريا، فمحاولة النظام التركي والإرهابيين إستعادة النيرب وسراقب بريف إدلب كون السيطرة عليهما تمنع فتح طريق حلب – اللاذقية الدولي المعروف بـ “إم -5″، وهذا أيضاً فشل رغم ضخامة الهجوم الإنغماسي من جانب الإرهابيين بالمفخخات والإنتحاريين، ومع تقدم القوات السورية مدعومة بغارات جوية روسية كثيفة تمهد للقوات البرية التقدم بأمان، على محور جبل الزاوية ما يعني الإستحواذ قريباً على مدينة أريحا وجبل الأربعين فريف جسر الشغور ثم جسر الشغور وصولاً إلى ريف اللاذقية الشمالي، فيكون هناك عقبات قليلة للتخلص من القذائف الصاروخية والطيران المسير على قاعدة حميميم.
من هنا، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، من حق سوريا الدفاع عن أرضها، هذا يعني أن الإتحاد الروسي سيواصل في السياسة كما سيواصل في الميدان العسكري، ولن يسمح بوقف معركة إدلب حتى تحريرها لأنها أصبحت تشكل خطراً على قواته المرابطة في سوريا، فيما تركيا مهما صرحت ومهما إستقدمت تعزيزات ستلحق بها الهزيمة في النهاية، وستكون الهزيمة بدايتها في الداخل التركي خاصة وأن الرقم الذي صرحت به حول قتلاها أقل بقليل جداً من العدد الحقيقي ومن الإصابات التي بعضها في حالات حرجة.
فريق “عمل رياليست”