قال المبعوث الأمريكي الخاص بسوريا جيم جيفري إنه يأمل أن تواصل تركيا الضغط على الجماعات المتشددة، بما في ذلك جماعة هيئة تحرير الشام، في محافظة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
أتى ذلك خلال اجتماع عبر الإنترنت نظمته مؤسسة المجلس الأطلسي، حيث قال جيفري: “نأمل أن نرى الأتراك يواصلون فرض ضغوط على المنظمات الإرهابية هناك، وأقواها هيئة تحرير الشام، وتابع قائلاً: “كان هناك بعض من تبادل إطلاق النار، هناك بعض الضغوط المفروضة عليهم. نأمل أن نرى استمرارا لذلك”.
في موازاة ذلك توعد المبعوث الأمريكي إلى سوريا، “جيفري”، الحكومة السورية بمزيد من العقوبات لها وللدول الداعمة لها، وذلك للضغط على دمشق للقبول بحل سياسي ضمن شروط ومصلحة تقررها الإدارة الأمريكية، حيث أكد جيفري أن إدارة بلاد ستعمل على تطبيق قانون قيصر “سيزر” مطلع يونيو/ حزيران المقبل، يطال الأشخاص والهيئات الذين يقدمون المساعدة للدولة السورية.
إن طلب الولايات المتحدة من النظام التركي الضغط على هيئة تحرير الشام “تنظيم جهة النصرة” سابقاً، لا يحتاج إلى أن تطلب دولة عظمى من دولة حليفة لها، فالأفضل في هذه الحالة، أن يتم تصنيفه على لائحة الإرهاب العالمي كمرحلة أولى إن كان هناك فعلاً جدية في مكافحة الإرهاب الذي تدّعيه واشنطن، فهذا الطلب ما هو إلا طلب حق يراد به باطل، فالتحركات الأمريكية في الشرق السوري تؤكد ان الولايات المتحدة تمهد الأرضية لمشروع أكبر من ذلك، فكما حاولت روسيا خلال إجتماعاتها المتكررة بالعشائر السورية، تنحو واشنطن بذات السياق، لكن في محاولة للتغلغل ضمن النسيج السوري، وتشكيل جيش مضاد من العشائر، الأمر الذي يوحي بأن الأكراد لن يفيدوا واشنطن في المرحلة القادمة.
بالعودة إلى جيمس جيفري، وربطاً مع قرار ألمانيا الإتحادية حظر حزب الله اللبناني وتصنيفه منظمة إرهابية، وتفعيل قانون سيزر مطلع يونيو/ حزيران المقبل، يبين أن سلاح الغرب هو تفعيل العقوبات على الأنظمة التي تحاول أن تستقل بقرارها، بينما لم نشهد بياناً بسيطاً يذكر إسرائيل وإستهدافاتها المتكررة والتي كانت تقصف أهدافاً محدودة، بينما الآن تستهدف أحياء سكنية ومواقع عسكرية، دون أن تستنكر دولة حول العالم، خاصة في ظل جائحة كورونا.
من هنا، تعودت سوريا على مواقف الولايات المتحدة ومحورها، وهي ماضية في إرساء الأمن ومكافحة الإرهاب، والقضاء عليه، ضمن قدراتها المتاحة، فحالياً للدولة السورية ثلاثة أعداء أساسيين هم الولايات المتحدة الأمريكية ونظام تركيا وإسرائيل، إلا أن جائحة كورونا، قد تكون أخرت المعارك، لكنها قادمة لا محالة.
فريق عمل “رياليست”.