موسكو – (رياليست عربي): رأى مدير العلاقات الدولية في الأكاديمية الرئاسية الروسية، ألكسندر هوفمان، أن عصر الأحادية القطبية قد وصل إلى نهايته المنطقية، وهذه حقيقة جديدة، وبقدر ما لا يريد المجتمع الأطلسي حدوث عكس هذه الحقيقة، لكن بوتين تحدث بالفعل عن هذا في المنتدى الاقتصادي العالمي في بداية العام الماضي.
إن مفهوم التنمية العالمية حسب سيناريو كلاوس شواب، مع ما يسمى بـ “إعادة التعيين الكبرى”، فشل، إذ نشاهد هذا في الوقت الحقيقي، تتطور الآن العديد من الأزمات العالمية والمنهجية في وقت واحد والتي ستغير البشرية.
وقال هوفمان، لقد تم بالفعل إبراز الدليل على ذلك في عام 2018 في مؤتمر عقد في معهد سانتا أو ما يُعرف بمعهد “التعقيد”، لقد هُزمت نظرية ما يسمى بـ “الثورة الصناعية الرابعة” حتى ذلك الحين، قبل 4 سنوات، قبل الوباء، وقبل أزمة الطاقة، وقبل العملية الخاصة، وقبل أزمة الغذاء المتخمرة، ذكر بوتين هذه الحقيقة وحدد شخصيته بشكل صحيح تماماً، هذا هو المسار الطبيعي للتاريخ، التغييرات جوهرية حقاً ولا رجوع فيها، لم تكن الهيمنة الخيالية للأطلسي أكثر من مجرد وهم مفروض من خلال وسائل الإعلام والتعليم ومؤسسات التأثير الأخرى على الرأي العام.
ويرى مدير العلاقات الدولية أن كلام بوتين عن مراكز جيو – سياسية قوية جديدة لها الحق في حماية مصالحها الوطنية وسيادتها وهويتها، فهذه رسالة مباشرة وواضحة لقادة المناطق الكبرى الناشئة.
وفي هذا الصدد، من الضروري إبراز الدور الخاص لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والعالم العربي في النموذج الجديد للتنمية البشرية، والآن نرى كيف ستفوز المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة استراتيجياً على المدى الطويل، بفضل سياستهما المتوازنة والحكيمة الهادفة إلى التنمية المتناغمة لمنطقة ماكرو كبيرة في العالم العربي.
ويضيف هوفمان، في الوقت نفسه، وبالجمع بين المقاربات المتقدمة في التنمية الاقتصادية، تظل الرياض وأبو ظبي ملتزمتين بحماية مصالحهما الوطنية وتعزيز سيادتهما وتعزيز هويتهما والحفاظ على القيم التقليدية، وهذا مهم بشكل خاص في ضوء غرس المجتمع الأطلسي لأخلاقياته وقيمه الخبيثة في البلدان ذات التاريخ والثقافات الأكثر ثراءً وأقدم.
خاص وكالة رياليست – ألكسندر هوفمان