أنقرة – (رياليست عربي): أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستعمل على الارتقاء بعلاقاتها مع السعودية إلى مكانة أفضل، طبقاً لوكالات أنباء.
يحاول الرئيس التركي بتقربة من دول الخليج وبخاصة الإمارات والسعودية التعويض عن الخسائر الكبيرة التي مُني بها جراء تدخلاته غير المدروسة في عددٍ من ملفات المنطقة، والتي على إثرها انتهجت دول الخليج مواقف سلبية من نهج أردوغان وبخاصة تصرفه مع قطر إبان الأزمة الخليجية – القطرية العام 2017، فهل من الممكن عودة العلاقات من البوابة الاقتصادية من أكبر قوتين إقلميتين اقتصادياً في الشرق الأوسط أن يحقق أردوغان ما خسره لأكثر من عقد كامل؟
خلال تصريحات الرئيس التركي مع قناة “تي آر تي – TRT” التركية، قال أردوغان: إن “الخطوة التي اتخذناها مع الإمارات مهمة وتاريخية وسأزورها في فبراير المقبل”، مشيداً بالاتفاقيات الموقعة التي اعتبرها ستدشن عصراً جديداً في علاقات البلدين، إلا أن الدور الرائد الذي تلعبه دولة الإمارات حالياً سيطمئن أردوغان من إمكانية تولي أبو ظبي المصالحة أو تقريب وجهات النظر مع مصر بطلب وساطة منها.
حيث أكد أردوغان أن العلاقات مع مصر ستشهد تطورات في المستقبل القريب، لكن مصر لن تحقق هذا الهدف ما إن يبادر أردوغان بتقديم ضمانات تتعلق أولاً بتنظيم الإخوان المسلمين ووقف دعمهم والقنوات الإعلامية الكاملة التي تبث من تركيا، كذلك وقت التمدد التركي إن كان في سوريا والعراق وليبيا في المقدمة، من هذه المعطيات قد تفكر القاهرة جدياً ببدء حوار جدي وبنّاء مع النظام التركي إن حقق هذه الشروط إن جاز التعبير.
أيضاً قد تفتح الإمارات باب حوارٍ جديد بين المملكة العربية السعودية وتركيا، وهو ما سيحقق لأردوغان نشوة انتصارات وهمية أو وقتية لأن الانهيار الكبير الذي تعاني منه بلاده على الصعيد الاقتصادي يبدو أنه يحتاج إلى الكثير من الوقت، إلا أن الرياض إلى الآن لم تعلن موقفها صراحة من إمكانية فتح قنوات علنية مع أنقرة، لكن مع زيارة وفد تجاري مؤخراً إلى تركيا أمر من الممكن اعتباره أنه بداية عودة العلاقات التدريجية بين الجانبين.
النقطة الأبرز وهي أنه بعد تصريحات أردوغان تلك، هوت الليرة التركية إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق عند 14 مقابل الدولار، خاصة في ظل دفاعه عن نموذج اقتصادي جديد يقوم على خفض أسعار الفائدة على الرغم من معدل للتضخم يقترب من 20 بالمئة، بالتالي، سيسعى أردوغان بكل قوته لإنعاش السوق الداخلي على حساب السياسات الخارجية، خاصة وأن وضعه على المحك وسط حلمه في الانتصار بمعركة انتخابات العام 2023 الرئاسية.
خاص وكالة رياليست.