أنقرة – (رياليست عربي): قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن تركيا مصممة على القضاء على التهديدات التي تأتي من شمال سوريا. وأضاف أن هجوم مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية الذي أدى إلى مقتل شرطيين تركيين بمثابة “القشة التي قصمت ظهر البعير”، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
تصعيد ناري
بدأت الاستهدافات تطال المقاتلين الأتراك في سوريا، وخاصة من وحدات حماية الشعب الكردية من مناطق سيطرتها أو بمحاذاة تلك المناطق، خيث استهدفت بقذائف صاروخية موجه في منطقة أعزاز، بحسب الرواية التركية، ما يعني أن التصريحات التركية وتصريح أردوغان بشكل خاص يركز على قوات سوريا الديمقراطية – قسد حليفة القوات الأمريكية في سوريا، هذا بدوره سيؤدي إلى تضارب في المواقف بين الولايات المتحدة وتركيا ظاهرياً، وبالعودة قليلاً إلى الوراء، كانت القوات التركية قد أمطرت مناطق سيطرة قسد بالصواريخ خاصة منطقة عين عيسى، إلا أن الولايات المتحدة حينها لم تتدخل لتوقف هذه الهجمات.
بالتالي، يريد أردوغان شرعنة البدء بهجوم معين الهدف منه إلغاء معركة ادلب التي قد تشنها القوات السورية في أية لحظة مدعومة من روسيا، خاصة بعد رفض الأخيرة لبعض شروط أردوغان خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو، الأمر الذي يتضارب مع الهجمات التي تعرضت لها قاعدة حميميم مؤخراً، ما يعني أن روسيا معنية بمسألة إيجاد حل للشمال السوري، وهذا من جهة.
من جهةٍ أخرى، يتم الآن الاستعانة بمقاتلي الشمال السوري من وإلى ليبيا، فضلاً عن القلق التركي في حال تم أخذ المقاتلين إلى ليبيا وترك الساحة للجيش السوري، إذ سبق وأن أنذرت القيادة التركية، المجموعات الإرهابية المسلحة بأخذ الحيطة والحذر بعد التعزيزات الكبيرة التي استقدمها الجيش السوري إلى مناطق سيطرته في الشمال السوري.
الربع ساعة الأخيرة
إن الأحداث في تسارع كبير، في ضوء الانفتاح الغربي على دمشق مؤخراً، إلى جانب ليونة من قبل الولايات المتحدة، ويبدو أنه عندما يتفق الكبار ما على الصغار إلا التنفيذ، فمحاولات أردوغان اليوم إيجاد أوراق تفاوضية قوية يستطيع من خلالها المساومة في حال خرجت القوات الأمريكية فجأةً كما حصل مع أفغانستان، ليكون السيناريو الأسوأ طوال أكثر من عقد من الزمان على أنقرة.
إذ تقول المعلومات أن الولايات المتحدة قد تنسحب من سوريا مطلع العام الجديد، وهذا أمر لا يمكن تأكيده، لكن وبنفس الوقت لا يمكن نفيه، بالتالي، الأوضاع قد تكون بطيئة فيما يتعلق بالحل، لكنها تسير وفق عقارب الساعة، فإن شنت القوات التركية هجوماً على وحدات حماية الشعب الكردية، فذلك حقاً (الشعرة التي قصمت ظهر البعير) كما صرّح أردوغان، لكن لن تكون لصالحه، لأن الوفود الكردية وصلت واشنطن منذ فترة وحصلت على ضمانات، فهل تبيعها واشنطن لأجل أحلام أردوغان التوسعية؟
التعقيدات كبيرة، لكن سيناريو الحرب لا يزال قائماً، فإن نفذت تركيا تهديداتها، فهذا يعني تسليم ملف الأكراد إلى دمشق، للتعاون ضد الجبهة التركية، فمن الحماقة السياسية أن يغامر أردوغان بورقة ستفقده معها الكثير، ولربما الأطراف الأخرى تواقة لأن تبدأ تركيا هجوماً قد تحدد وقته، لكن مسألة العواقب والانتهاء لن تكون هي المسيطرة عليها ولها تجربة نهاية العام 2019 عقب معركة ادلب، إذا ما اجتمع الجميع على الملعب السوري ضدها.
خاص وكالة “رياليست”.