بيروت – (رياليست عربي): قال مصدر في تيار المستقبل لـ “سكاي نيوز عربية” إن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري سيزور قصر بعبدا الرئاسي الثلاثاء لتقديم تشكيلة وزارية للرئيس اللبناني ميشال عون.
يأتي تحديد هذا الموعد قبيل سفر الحريري إلى القاهرة، ولقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لكن التوقعات تشير إلى رفض الرئيس اللبناني ميشال عون تشكيلته، ما عني اعتذار الحريري عن التأليف، وقطع دابر النقاش من خلال سفره إلى مصر، مع الإشارة إلى أن هذه اللائحة ليست الأولى التي يقدم فيها الحريري أسماء مرشحين لتولي حقائب وزارية”.
وتشير التوقعات إلى أن الحريري سيشرح تفاصيل أسباب اعتذاره عن تأليف الحكومة مع الرئيس المصري بعد أشهر من تكليفه من دون التوصل إلى حل للأزمة، ففي حال اعتذر الحريري، تسقط مبادرة رئيس البرلمان نبيه بري التي اقترحت تشكيل حكومة من 24 وزيراً تقسم على القوى الأساسية.
وفي حال اعتذر الحريري، تطوي البلاد نحو 9 أشهر من تكليف لم يفض إلى أي تأليف، حيث ترزح البلاد منذ اكثر من 11 شهراً تحت وطاة الفراغ الحكومي والانهيار غير المسبوق اقتصادياً واجتماعياً ومالياً.
إلا أن المشكلة الحقيقية ليست في تأليف الحكومة من عدمها، لأن أياً من الحكومات المتعاقبة لم تقدم للبنان أي شيء ولا على أي صعيد، اليوم لا يوجد دواء في لبنان، في وقت تفتقر لبنان إلى السيولة النقدية لشراء المحروقات لأجل الكهرباء التي سبق وأن أمدتها بها العراق مقابل تقديم كوادر طبية إلى الأخيرة، مع ارتفاع جنوني لسعر الصرف الأجنبي مقابل الليرة اللبنانية
.
بالتالي، كل حكومة سابقة وحالية ومرتقبة، عاجزة كلياً عن إنقاذ لبنان مما يعاني فيه، فقد بلغ مستوى الانهيار إلى حدود غير مسبوقة وسط تخلي المجتمع الدولي عنهم، ووسط عجزهم حتى عن أبسط ما يمكن لدولة أن تقوم به أي تشكيل حكومة.
بالتالي إن رفض عون لائحة سعد الحريري، فلبنان أمام تحدٍّ جديد سيكون ثمنه باهظاً، وسط تعنت بعض الأفرقاء الذين يفضلون دمار لبنان مقابل التخلي عن حقائبهم الوزارية، فإن لم يتدخل المجتمع الدولي بشكل صارم، أصبح شبح الحرب الأهلية اليوم أقرب من كل التوقعات، وسط غياب حكومي واضح، ووسط عجز مخجل، أمام تأمين أبسط مقومات الحياة لشعب لبنان.
هذا الأسبوع قد يكون حاسماً، فإما هناك بصيص أمل أو أن الأمور إلى نهايات غير جيدة، لا متضرر منها سوى شعب لبنان الذي يعاني الكثير ولا أمل له إلا بالهجرة بحثاً عن العيش الكريم.