الخيار الديمقراطى فى مصر وفى مجتمعاتنا العربية حاليا سيكون كارثة أكبر مما نحن فيه بكثير. فالسياسة أفسدها التيار الاسلامى بدعوات التخلى عن الوطنية وإفتعال صدام مع العقيدة .
فى الديمقراطيات العربية … نعطى أصواتنا لجماعتنا
فلو كنت سنيا ستعطى صوتك للحزب السنى … ولوكنت شيعيا ستعطى صوتك للحزب الشيعى … ولو كنت إخوانيا ستعطى صوتك لحزب الإخوان !!
أو قد تعطى صوتك لمرشح من عشيرتك أو من بلدتك أو لمن يصلى معك فى المسجد المجاور فهو الأحق بالمنصب بلا شك !!
وهكذا تنتصر جماعتنا ونتباهى ونحتفل بالفوز !!
لقد أفسدنا فكرة الديمقراطية الأساسية فى إختيار ممثلين يناقشون مشاكل المجتمع ويحققون مصالحه .. وحولناها إلى مسخ عنصرى لايمت بصلة للنموذج الإنسانى الأصلى !
فالحل بالنسبة لمصر بل وللكثير من المجتمعات العربية لن يكون بالديمقراطية ، فهذه تجربة غربية نجحت فى أوروبا وأمريكا بتطور ثقافى امتد لمئات السنين . والمثقفون المصريون منبهرون بها كجزء من تأثرهم وانبهارهم بالحضارة الغربية.
ماذا ستفعل لنا الديمقراطية فى مشكلة الإنفجار السكانى ؟
هل ستمنع الديمقراطية تزويج القاصرات ؟
ماذا ستفعل لنا الديمقراطية فى مشكلة الفقر ؟
هل ستوفر الديمقراطية عملا لملايين العاطلين ؟
هل ستشجع الديمقراطية رجال الأعمال على الإستثمار أم سترفع الضرائب وتزيد الأجور وتطفشهم أو تخرب بيوتهم ؟
ماذا ستفعل لنا الديمقراطية فى فوضى الشارع المصرى ؟
هل ستمنع العاطلين والباعة الجائلين من إحتلال الشوارع ؟
هل ستمنع سائقى التوكتوك من السير عكس الإتجاه ومحاولة قتلنا يوميا ؟؟
ماذا ستفعل الديمقراطية فى مشكلة هجرة الأطباء ؟
هل ستمنع الديمقراطية الهمجية والإعتداء عليهم فى المستشفيات العامة ؟
ماذا ستفعل لنا الديمقراطية فى مشاكل البناء بدون ترخيص أو سرقة الكهرباء ؟؟
ماذا ستفعل لنا الديمقراطية فى مشكلة الإرهاب أوالإعتداء على الكنائس ؟
ماذا ستفعل لنا الديمقراطية فى مشكلة سد النهضة وشح المياه القادم ؟
ماذا ستفعل لنا الديمقراطية فى مشكلة الإخوان ؟
هل ستمنعهم من ممارسة السياسة أم سترحب بهم باعتبارهم فصيل سياسى معتبر ؟؟
الصين ليست ديمقراطية وحققت التنمية خلال الأربعين عاما الماضية بتجربة ثقافية مختلفة تماما عن الديمقراطية وإقتصادها تفوق على كل الإقتصاديات الغربية ويناطح الإقتصاد الأمريكى الآن وفى خلال أعوام قليلة ستكون هى القوة الأولى عسكريا أيضا … وسوف تبهرنا أكثر من التجربة الغربية.
د. طارق عبدالحميد- خاص لوكالة أنباء «رياليست»