أنقرة – (رياليست عربي): يُعد ملف العلاقات التركية – السعودية من أعقد الملفات في المنطقة حالياً، إذ أن الدولتين تصنفان كمتنافستين على ريادة إقليمية في المنطقة، إضافةً إلى التنافس على زعامة مذهبية في العالم الإسلامي وفق تقديرات بعض المراقبين.
ورغم أن الفترة الماضية شابت العلاقات بين البلدين توتراً كبيراً، إلا أن نهاية العام الماضي حملت بعض المؤشرات الإيجابية لتحسن العلاقات بين البلدين، فيما تظهر وسائل الإعلام الأمريكية اهتمامها البالغ بهذا الملف، حيث أفادت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلاً عمن أسمتهم بمسؤولين إقليميين بأن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يريد من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن يتعهد بأنه لن يذكر مقتل الصحفي جمال خاشقجي مرة أخرى، وأن يقنع وسائل الإعلام التركية بالتوقف عن الحديث عن هذا الموضوع.
يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان الرئيس التركي رجب أردوغان عن نيته زيارة السعودية، وفقاً لما قيل إنها دعوة سعودية رسمية من محمد بن سلمان لأردوغان.
وبالنظر لما يمكن لهذا الموضوع أن يصل إليه، فإن بعض التفاصيل ستدفع تركيا على ردم الهوة والخلاف مع الرياض، ولعل السبب الرئيسي الذي سيجعل أردوغان يتوجه إلى هذه الغاية هو تراجع الليرة التركية، وحاجة الاقتصاد التركي لكل مساعدة ممكنة، بالتالي فإن عودة علاقات جيدة مع الرياض، سيكون أداةً ممتازة لتحقيق هذه الغاية.
لكن أوساطاً سعودية رأت بأن تسريبات بعض الصحف الأمريكية لتلك الشائعات، هو محض كذب، إذ أن مجرد القول إن هناك طلباً سعودياً بعدم تطرق أنقرة لقضية الخاشقجي هو دليل إدانة، خاتمةً بأنه لا وجود لمثل ذلك الطلب وفق قولها.
أما السبب الثاني الذي يمكن أن يدفع الرياض كي تخطو خطوةً نحو أنقرة، فهو التوتر الذي يلف المنطقة، سواءً في ملف مواجهة إيران، أو في الملف السوري، فضلاً عن التعاون الاقتصادي والأمني، لكن المخاوف لا تزال قائمة من أن تحول تركيا ملف خاشقجي إلى ما يشبه ملف لوكربي، بحيث تناور به عند التقارب، وتعيد تسويقه عند كل توتر بين المملكة وتركيا.
خاص وكالة رياليست.