موسكو – (رياليست عربي): فيما يبدو وعلى خلفية زيارة الرئيس الصيني، شي جين بينغ المرتقبة إلى روسيا، لن تسمح الولايات المتحدة بانتصار دبلوماسي للصين وستعيق مبادراتها الهادفة إلى حل الأزمة الأوكرانية.
في هذا الأمر، يجب النظر في كل من خطة السلام الصينية لحل الأزمة الأوكرانية وتقارير محادثات شي جين بينغ مع قيادة الاتحاد الروسي في سياق دور بكين الجديد – دور قوة عالمية بناءة، وسيط في حل صراعات معقدة، لكن استعداد الولايات المتحدة للاعتراف بهذه الجهود الصينية أمر مشكوك فيه.
بالنسبة للولايات المتحدة، لن يرغب الأمريكيون في منح بكين انتصاراً دبلوماسياً في حل هذا النزاع، كما لن يسمحوا لأي شخص بالحصول على الفضل في تسويته، ربما يكون الصينيون بهذا المعنى هم الأكثر قلقاً بشأن الأمريكيين، لأن النصر الدبلوماسي هو نجاح آخر تريده الولايات المتحدة، كما أن الأوروبيين يمكنهم الاستفادة من ذلك ودعوة واشنطن لتحديد الأساس لاتفاق سلام مستقبلي بين روسيا وأوكرانيا، بالتالي، “هذا نوع من قنوات التفاوض الجديدة، وهو ما يبقي الأمريكيين في حالة من التوتر”.
كما أن حقيقة أن التنظيم السريع لمفاوضات السلام وحل الأزمة الأوكرانية هما في المقام الأول في مصلحة الدول الأوروبية، لكن المشكلة تكمن في أنه من بين هذه الدول لا يوجد أحد يمكن أن يصبح “طرفاً ثالثاً”، أو قادراً على توحيد الناس بحثاَ عن حلول وسط مقبولة لموسكو وكييف، حيث “تتخذ الدول الغربية الآن موقفاً مؤيداً لأوكرانيا، ومن غير المرجح أن تحصل إحداها على تفويض لتنظيم مفاوضات حول التسوية، هذه مشكلة حقيقية، لأن أي زعيم أوروبي مستعد لمحاولة ذلك ان الدور سيواجه غضب ومعارضة الاميركيين.
وجدير بالذكر أن وزارة الخارجية الصينية كانت قد نشرت في فبراير الماضي، ورقة موقف بشأن تسوية سياسية للأزمة في أوكرانيا، ويشمل 12 نقطة، بما في ذلك الدعوات لوقف إطلاق النار، واحترام المصالح المشروعة لجميع الدول في مجال الأمن، وتسوية الأزمة الإنسانية في أوكرانيا، وتبادل أسرى الحرب بين موسكو وكييف، وكذلك رفض فرض عقوبات أحادية الجانب دون قرار مناظر من مجلس الأمن الدولي.
وذكر الكرملين أن زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى روسيا ستتم في الفترة من 20 إلى 22 مارس بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سيبحث الرئيس الصيني بالتفصيل مع الرئيس الروسي “قضايا عالمية وإقليمية مهمة”، وفي سياق عدم الاستقرار المتزايد على الساحة الدولية، فإن العلاقات التي تدعمها موسكو وبكين “لها أهمية وتأثير كبيران، تتجاوز بكثير الصيغة الثنائية”.
كما أن شي جين بينغ يعتزم التحدث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد زيارة موسكو، وفي 16 مارس، أجرى وزير الخارجية الصيني تشين جانج محادثة هاتفية مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، أعرب فيها عن استعداده للعب دور بناء لوقف القتال وحل الأزمة.
وهذا يعني أن نجاح الصين في تطبيع العلاقات بين طهران والرياض يخولها لأن تتزعم الملف الأوكراني، فإن غضت واشنطن الطرف على الجزء الأول، لن تسمح حتماً على الأقل لأوكرانيا بقبول أي تسوية أو مفاوضات إلا بما يضر روسيا ويفشل الصين، لذا من المستبعد نجاح بكين في هذا الأمر.