أشار وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إلى أنه بحث مع نظيره الروسي سيرجيه لافروف، الوضع في سوريا وأفغانستان ومكافحة الإرهاب وقضية المخدّرات، وقضايا أخرى، ضمن الزيارة التي قام بها لافروف إلى العاصمة الأمريكية – واشنطن. طبقاً لموقع الإندبندنت البريطاني.
إن زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى الولايات المتحدة الأمريكية، هي الثانية من بعد زيارته الأخيرة في العام 2017، فبين الزيارتين، تخللت العلاقات الثنائية بين البلدين إلى عواصف كثيرة ونقاط خلافية أكثر، تترجمت في الملف السوري والملف النووي الإيراني، إضافة إلى الملف الأبرز وهو التدخل الروسي بمسالة الانتخابات الرئاسية الأمريكية في العام 2016، فلقد حذر بومبيو روسيا من مغبة تدخلها في انتخابات العام 2020، في رسالة مباشرة لا تخلو من التهديد العلني للحكومة الروسية، متغافلاً عن صلتها المباشرة بالدور الأمريكي الضالع بشكل رئيس في هذه العملية ونسبها مؤخراً إلى أوكرانيا.
لكن، تفاقم الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، دفع بروسيا إلى إنتهاج الحلول السلمية وإتباع المسارات السياسية وفتح قنوات تواصل مع البيت الأبيض، في محاولة لإيجاد مخارج وحلول لأغلب المشكلات التي يعاني منها عدد كبير من البلاد، خاصة في المنطقة العربية، وفي مقدمتها سوريا وليبيا، فلقد جاء في تصريح صحفي للافروف من واشنطن، أكد فيه على ضرورة تحرير كامل محافظة إدلب وتخليصها من كل أشكال الإرهاب، خاصة وأن تركيا إلى اليوم لم تستطع أن تفصل المعارضة المسلحة عن إرهابيي هيئة تحرير الشام “جبهة النصرة سابقاً” في إدلب، وإنطلاقاً من هذا التصريح، يبدو أن هناك مسعىً روسيّاً بوجوب التعاون مع واشنطن في أكثر من ملف، والسوري منها على رأس الأولويات.
إلى ذلك، ما أقدم عليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخراً في ليبيا، وإن لم يذكر على أجندة أعمال زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجيه لافروف، إلا أنه ملف مهم جدا بالنسبة لروسيا والولايات المتحدة، يؤكد أن البلدين بحاجة إلى التنسيق معاً في وجه التمدد العثماني في كل من سوريا والعراق وليبيا، فما يقوم به الرئيس أردوغان لا يخلو من حركات إستفزازية خاصة لجهة تحالفاته مع كبار الدول، وبالتالي عدم رجوعه وإستشارته على الأقل مع تلك الدول في كل ما يخوضه منفرداً، بات لزاماً عليهم البحث عن حلول توقف هذا التمدد الذي سيخلط أوراق ما بنته الحكومتين الروسية والأمريكية على مدى سنوات، حتى ولو أن الأخيرة لم تقم بالزخم الأكبر في تلك الملفات كما الدور الروسي في الشرق الأوسط.
من هنا، إن زيارة لافروف تعتبر تاريخية في ظل الظروف الراهنة، فإن توصلت موسكو إلى حل وسط مع الإدارة الأمريكية في حلحلة لبعض الملفات العالقة بينهما، سيكون إنجازاً كبيراً بعد تراجع العلاقات بينهما في السنوات الأخيرة، فهذه الزيارة ستحدد معالم الحلول لتلك القضايا، وكنا قد أشرنا في تحليلاتٍ سابقة، ان معظم حلول بلاد منطقة الشرق الأوسط، مفتاحها بتوافق أمريكي – روسي وتركي إلى حدٍّ ما.
فريق عمل “رياليست”