موسكو – (رياليست عربي): في عملية تحد واضحة من قبل الكرملين الروسي للبيت الأبيض الأمريكي، واختراقاً لكل التفاهمات السابقة (الروسية – الأمريكية) التي تمَّ التوصل إليها بين الوفدين الروسي و الأمريكي في المملكة العربية السعوديةـ، فيما يتعلق بالملف الأوكراني حصراً، بغض النظر عن سير العملية التفاوضية في بقية الملفات:
- زادت العمليات الهجومية التي يشنها الجيش الروسي على طول خط المواجهة (الروسية – الأوكرانية) وهو الأمر الذي اعترف به ضباط أوكرانيون يعملون ضمن غرفة العمليات التابعة لهيئة الأركان العامة الأوكرانية، حيث بات هؤلاء الضباط في حيرة من أمرهم، ولذلك طلبوا المساعدة الإستخباراتية من جهاز المخابرات العسكرية البريطانية وكذلك جهاز المخابرات العسكرية الفرنسية، وحتى من الأجهزة الأمنية في ألمانيا، لوصول معلومات إلى كييف تفيد بأن هذه العمليات العسكرية الروسية هي عبارة عن بداية هجوم ربيعي كبير تشنه القوات الروسية، وهو الأمر الذي حذرت منه أوكرانيا منذ فترة طويلة.
- ومع ذلك، يبدو أن هذا يوحي بأن الرئيس (فلاديمير بوتين) غير مكترث نهائياً من إمكانية إغضاب الرئيس (دونالد ترامب) الذي سيحسم أمره قريباً، بشأن إذا ما كان الكرملين جاداً بشأن تحقيق السلام المرجو بين روسيا الإتحادية وأوكرانيا. فمن الناحية العسكرية، تؤكد التقارير بأن هناك معارك عنيفة تدور حالياً إلى الجنوب من مدينة (بوكروفسك) والتي كانت في السابق مركزاً لوجستياً رئيسياً للقوات الأوكرانية في (دونيتسك)، ولولا أن الجيش الأوكراني عاد ليحقق بعض النجاحات التكتيكية الصغيرة منذ بداية العام 2025 عندما تمَّ وقف التقدم الروسي قبل بضعة كيلو مترات فقط من مركز المدينة، لوقعت المدينة كاملةً في قبضة القوات الروسية بلا أدنى شك، علماً بأن المعطيات العسكرية تشير إلى أن (بكروفسك) ستقع في قبضة القوات الروسية عاجلاً أم آجلاً، وأن خسارتها ستكون مسألة وقت.
- فيما أكد المعلومات الواردة إلى أجهزة المخابرات العسكرية الغربية (بريطانيا وفرنسا) أن المعلومات لديهم واحدة، وهي تشير إلى أن القوات المسلحة الروسية أصبحت أكثر نشاطاً مرة أخرى خلال الأيام العشرة الماضية، حيث تتم عملية نقل كبيرة للمزيد من القوى البشرية والمركبات والآليات العسكرية الروسية، وهو ما يؤكد بالفعل بأن موسكو تحضر لهجمات عسكرية جديدة، وهو الأمر الذي كشفته لقطات مصورة لطائرات أوكرانية بدون طيار، فضلاً عن نجاح المخابرات العسكرية الأوكرانية في رصد بعض مكالمات الراديو التي تمَّ اعتراضها بين الوحدات العسكرية الروسية الأمامية على الجبهة، وقيادة القوات المسلحة الروسية.
- وهنا دَّب الذعر لدى المخابرات العسكرية الأوكرانية التي رفعت تقاير عاجلة إلى قائد الجيش الأوكراني (ألكسندر سيرسكي) وذلك لأن وجود العديد من القوات الأوكرانية بالقرب من مدينة (بوكروفسك) قد أرسل رسالة أوكرانية للجانب الروسي بأن المدينة تقع تحت حماية شديدة، وهو ما يعني أن كل هذه الإمدادات العسكرية والجهد العسكري الروسي هذا، لربما قد يستهدف القوات الأوكرانية في الغرب وليس في الشمال، وهو ما بات يثير قلق جنرالات نظام كييف لأن هيئة الأركان العامة الأوكرانية قد نقلت العديد من أفضل وحداتها نحو الشمال، وهذا ما يعني بأن المواقع العسكرية الأوكرانية باتت بلا حماية مما سيسمح للقوات الروسية بتطويق مواقع عسكرية جديدة، وتحقيق اختراق خط دفاعي أوكراني جديد قبل نهاية شهر أبريل نيسان الجاري 2025.
- وحتى وسائل الإعلام الأوكرانية التي تتابع الأوضاع على الجبهة (الروسية – الأوكرانية) بدأت تعتقد هي الأخرى بأن القوات الروسية تخطط لدخول منطقة (دنيبروبيتروفسك) وهي إحدى الأهداف الرئيسية التي حددتها القيادة العسكرية الروسية، لأن دخول (دنيبروبيتروفسك) سيكون لحظةً بالغة الأهمية في هذه الحرب، لأنه ستكون المرة الأولى التي تصل فيها القوات الروسية إلى داخل الأراضي الأوكرانية، وذلك منذ الأسابيع الأولى للعملية العسكرية الروسية الشاملة قبل أكثر من ثلاث سنوات. وهو الأمر الذي يبرر قلق القيادة العسكرية الأوكرانية في (دنيبروبيتروفسك) والتي طالبت بالمزيد من التعزيزات والعتاد لأن التقارير الإستخباراتية العسكرية التي وصلت إلى نظام كييف تشرح بالخرائط والصور بأن القوات العسكرية الروسية باتت على بعد ستة كيلو مترات فقط أي ما يعادل (3.7 ميل) من تلك المنطقة الهامة وهو ما بات يستدعي من الناحية الأخلاقية والإنسانية، البدء بعمليات إجلاء الأشخاص من الذين يعيشون على طول الحدود في تلك المناطق، لأن اندلاع المواجهات العسكرية هناك لن يقبل القسمة على إثنين بين القوات الروسية والأوكرانية، حيث ستكون المدينة تحت قبضة إحدهما، وهو ما سيحدد مصير سير الحرب قي تلك المنطقة الإستراتيجية المهمة.
- وهنا يظهر السؤال الأمني والعسكري التالي: لماذا يقوم الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) بهذه العملية العسكرية الكبيرة حالياً، وما هو هدفه الأبعد على الصعيد السياسي والإستراتيجي الذي يفرض عليه أن يَزُجَّ بالمزيد من القوات العسكرية الروسية في هذه المعركة التي ستكون حامية الوطيس بلا أدنى شك لأهميتها على الصعيدين العسكري اللوجيستي والسياسي الإستراتيجي ؟
- يجيب على هذا السؤال الأمريكيون أنفسهم الذين أعربوا عن إستيائهم رسمياً من هذه التحركات العسكرية الروسية، حيث تعتبر الإدارة الأمريكية الحالية بأن أي سيطرة روسية جديدة على جزء من مدينة (دنيبروبيتروفسك) أو على المدينة بأكملها كما يطمح الجنرالات الروس، قد يُنظر إليها باعتبارها ورقة مساومة مفيدة للروس في المفاوضات المستقبلية.
- وهذا التفسير الأمريكي له ما يبرره لأن الطفرات العسكرية التي يشهدها الخط الأمامي لمناطق القتال بالقرب من (لوغانسك) في أقصى مناطق شرق أوكرانيا، وهي المنطقة التي تسيطر عليها القوات الروسية تؤكد بأن الأمور تسير باتجاه سيطرة الروس الكاملة على بعض المناطق لأنه لم يبقَ سوى جيوب قليلة في أيدي الأوكرانيين، خاصةً بعد المكاسب التي حققتها القوات الروسية خلال الأسابيع الأخيرة، لا سيما في شمال مدينة (ليمان) وهي مركز السكك الحديدية وقاعدة الدعم الخلفية للقوات الأوكرانية.
- وفي آخر تقرير وصل إلى الإدارة العامة للمخابرات العسكرية الأوكرانية، وحصلت الإستخبارات الخارجية الروسية على نسخة منه عبر عملائها، تشير البيانات الأمنية في التقرير بأن هناك دليلاً واضحاً على ارتفاع وتيرة النشاط الروسي منذ 23 مارس 2025ـ وحتى قبل ذلك التاريخ، كان متوسط عدد الإشتباكات اليومية في مارس حوالي 140 اشتباكاً بين القوات الروسية والأوكرانية، ومنذ ذلك الحين، ورغم تقلب الأعداد، ظل المتوسط حوالي 180 اشتباكاً يومياً أي بزيادة قدرها حوالي 30 بالمئة تقريباً، وهو ما يعني زيادة في العديد والعتاد الروسي في تلك المناطق، وقد شملت البيانات الأمنية أيضاً منطقة (كورسك) في روسيا الإتحادية، حيث فقدت أوكرانيا كافة قواتها هناك ولم تعد تسيطر الآن إلا على بضع قرى على طول الحدود، وهو الأمر الذي فتح الباب للتوغلات الروسية في منطقة (سومي) المجاورة لأوكرانيا مما أدى إلى ظهور مناطق رمادية صغيرة لا يسيطر عليها أي من الجانبين سيطرة كاملة.
- وتؤكد هيئة الأركان العامة الأوكرانية في تقريرها بأن القوات الروسية تتحرك إلى الأمام في صفوف تتكون من مركبات مدرعة ومركبات غير مدرعة، تشمل عادة أرتال عسكرية متوازية ومؤلفة من أربع إلى خمس مركبات قتالية للمشاة والدبابات، في حين أن الباقي هو عبارة عن شاحنات وسيارات وعربات لنقل الجنود وهو الأمر الذي صعَّب الأمور على جنود أوكرانيا في خطوط التماس الذين باتوا يخسرونها.
- وما يخشاه الجانب الأوكراني حالياً هو قيام الجنرالات الروس من كبار القادة العسكريين الميدانيين بإستغلال النقص حقيقي في الدروع لدى الأوكرانيين، ولهذا السبب فإن تحقيق تقدم روسي كبير بات قاب قوسين أو أدنى، لأن القوات الروسية بات لديها الكثير من القوة البشرية، التي تحاول تنظيم نفسها حالياً للقيام بهجوم عسكري سريع بدون استخدام أي وسائل ميكانيكية لدعم المشاة. وهذا الأمر هو الشيء الذي يوضح ما ذكرناه في بداية هذا التقرير، بأن القوات العسكرية الروسية باتت تجمع نفسها وبأعداد كبيرة إلى الغرب بالقرب من نهر (دنيبرو)، خاصةً بعد أن سيطرت القوات الروسية الأسبوع الماضي على مستوطنة (لوبكوف) الصغيرة، لتبدأ القيادات العسكرية الروسية بعدها، ومنذ ذلك الحين بتجميع القوى البشرية على بعد ما بين (10 إلى 15 كيلو متراً) أي ما يتراوح بين (6 إلى 9 ميلاً) خلف خطوط التماس.
آراء المراقبين والمحللين والخبراء في مراكز الدراسات السياسية والإستراتيجية الروسية والعالمية:
- تحدث العديد من المراقبين والمحللين والخبراء في مجال العلاقات الدولية من المختصين بملف تطورات الحرب (الروسية – الأوكرانية) وتأثيرها على الأوضاع الأمنية والعسكرية واللوجيستية ليس فقط في بلدي طرفي النزاع، وإنما تأثيرها على الصعيدين الإقليمي والدولي أيضاً، فأكدوا أن هذه التحركات العسكرية الروسية وعملية تجميع القوات بالقرب من منطقة (دينيبرو بتروفسك) تشير بلا دأنى شك بأن الكرملين الروسي يرسل برسائله مرة أخرى إلى البيت الأبيض الأمريكي، ومفادها أن القيادة الروسية حالياً لا تريد قبول مقترح إدارة الرئيس الأميركي (دونالد ترامب) بوقف إطلاق النار ضمن الحرب المستمرة حالياً في أوكرانيا، بالشكل الذي طرحه الأمريكيون في المملكة العربية السعودية.
- وحول هذا الأمر تحدث الخبير العسكري والأمني الأوكراني، الجنرال (ستانيسلاف بونياتوف)، وهو أحد القادة الأوكرانيين الرئيسيين على خطوط الجبهة (الروسية – الأوكرانية)، فأكد الأخير بأنالقوات الروسية هناك تُعاني من خسائر فادحة وليس كما تتحدث وسائل الإعلام الروسية، لكنه اعترف من جهةٍ أخرى بأن ما يزعج كييف كثيراً، هو أنه وعلى الرغم من الخسائر الروسية في الأرواح إلا أن القوات الروسية تتقدم بشراسة كبيرة نحو الأمام وبشكل مرعب، علماً بأن كل وحدة عسكرية روسية تخسر يومياً ما بين 10 إلى 50 عنصر من جنودها المدربين، وهو الأمر الذي بات يجبر الروس للتقدم ضمن مجموعات تكتيكية صغيرة، يتراوح عدد أفرادها بين خمسة وسبعة أفراد، وبحد أقصى عشرة أفراد، وبمجرد أن يسود الضباب أو المطر، يتقدمون مستغلين سوء الأحوال الجوية كغطاء ضدَّ الطائرات المسيرة.
- ويضيف الجنرال (ستانيسلاف بونياتوف) أنه ومع تقدم فصل الربيع وتحول الطقس إلى طقس جاف، فإن التكتيكات سوف تتغير، لأن القوات الروسية لن تستطيع استخدام المركبات الثقيلة عندما يكون الجو شديد الرطوبة، لأنهم سيعلقون في الوحل، ولذلك فهم ينتظرون كي تجف الأرض بفارغ الصبر لكي يقوموا بالتقدم البري الذي انتظروه منذ نهاية الصيف الماضي، أي منذ أن سقطت مقاطعة (كورسك) في أيدي القوات العسكرية الأوكرانية.
- فيما يتحدث خبير عسكري وأمني ثانٍ، هو الجنرال الأمريكي الشهير (كريستوفر كافولي) في شهادة متفائلة له أمام أعضاء الكونجرس الأمريكي خلال الأسبوع الماضي، فيؤكد بأن القوات الأوكرانية قد اتخذت مواقع دفاعية قوية للغاية وباتت محصنة بشكل جيد، حيث سيكون من المهم الحفاظ على مساحة الأراضي التي تسيطر عليها أوكرانيا، لأن المساحات التي تسيطر عليها روسيا الإتحادية لا تزال ضئيلة للغاية، مثل سيطرة قواتها جنوب غرب (بوكروفسك) وهي نفسها القوات التي تتقدم نحو مدينة (دنيبروبيتروفسك) فهي لم تتقدم حتى الآن سوى بنحو (45 كيلو متراً) أي ما يعادل (28 ميلاً) عما كانت عليه قبل عام.
- ولهذا السبب يؤكد تقرير لوزارة الدفاع البريطانية نشرته وسائل الإعلام البريطانية، أن معدل تقدم القوات الروسية كان في انخفاض مطرد لمدة ستة أشهر، حيث كان هذا التقدم يهبط من حوالي 730 كيلو متر مربع تمَّ الإستيلاء عليها في نوفمبر العام الماضي 2024، وصولاً إلى 143 كيلو متر مربع فقط في شهر مارس الماضي 2025، فأين هو التقدم العسكري الذي يرعب قادة نظام كييف العسكريين ؟
- وهنا يجيب على هذا السؤال الهام محلل عسكري وأمني ثالث، هو المحلل البريطاني (نيك رينولدز)، وهو خبير الحرب البرية في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، حيث يحذر الخبير البريطاني من القول بأن روسيا الإتحادية لم تحقق شيئاً، وذلك لأن هذا الرأي يمكن أن يكون مناسباً لفترة الشتاء التي مرت، ولكنه لن يكون مناسباً بالمطلق لما سيحصل خلال فترة الربيع، والتي ستبدأ مباشرةً بعد تاريخ 20 أبريل نيسان 2025، أي مباشرةً بعد عيد الفصح الشرقي.
- ويعود السبب في قلق الخبير العسكري البريطاني (نيك رينولدز)، لأن مطالب روسيا الإتحادية الإقليمية لن تتحقق أساساً من خلال التقدم العسكري، أي بالقتال خندق وراء خندق وقرية وراء قرية، وإنما ستتحقق عندما تنجح روسيا الإتحادية في استنزاف القدرات الأوكرانية، وأهمها استنزاف الموارد المالية، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى إفلاس الدولة الأوكرانية، وكسر إرادتها في القتال وإجبار القوات الأوكرانية على ترك مواقعها الدفاعية بعد أن تستسلم للضربات المدفعية والقنابل الإنزلاقية للقوات الروسية.
- وهنا يعترف الخبير العسكري البريطاني (نيك رينولدز)، بأن الكرملين الروسي يسير نحو تحقيق هذا الهدف لأنه حتى في أفضل السيناريوهات، من المرجح أن تستغرق جهود أوروبا المكثفة لإعادة تسليح أوكرانيا فترة طويلة لبضع سنوات حتى تؤتي ثمارها، وسط شكوك حول الدعم العسكري الأمريكي، وذلك لأنه وعلى الرغم من التقدم العسكري الكبير الذي أحرزته صناعة الدفاع الأوكرانية، إلا أنها لا تزال تعتمد اقتصادياً على حلفائها أكثر من اعتماد روسيا الإتحادية على حلفائها. ولهذا السبب فإن الإدارة الأمريكية تضغط على الرئيس الأوكراني (فولوديمير زيلينسكي) ليبقى ملتزماً علناً بإنهاء الحرب، لأن أي إتفاق سلام عادل وآمن، سيكون الحل الوحيد الذي لن يسمح لروسيا الإتحادية بعدم استئناف القتال في وقتٍ لاحق، وهو الأمر الذي يدركه القادة العسكريون للكرملين الروسي، الذين قاموا بإقناع الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) خلال شهر مارس آذار 2025 ليقوم بأكبر عملية تجنيد منذ أكثر من عشر سنوات، لبناء جيش قوامه 1.5 مليون جندي نشط، إلى جانب الهجوم الجوي الروسي المكثف، وهو ما يشير إلى أن الجانب الروسي سيتابع عملية حرب إستنزاف القوات الأوكرانية.
- ثم يختم هذه التحليلات خبير رابع، هو الخبير العسكري والأمني الروسي الجنرال (تيمور سيرتلانوف) عضو الهيئة الرئاسية لمنظمة (ضباط عموم روسيا الإتحادية)، والذي يؤكد بأن القوات الروسية حالياً ماضية في تطهير المناطق الحدودية من قطاع الطرق الأوكرانيين (على حد وصفه) حيث بات من الواضح بأن عملية تدمير تشكيلات القوات المسلحة الأوكرانية مستمرة في جميع الإتجاهات، بعد أن أظهرت القوات الروسية كفاءة عالية، وتمكنت من تدمير القوى البشرية والمعدات والبنية التحتية لقوات نظام كييف.
- ويضيف الجنرال الروسي (تيمور سيرتلانوف)،أنه وعلى الرغم من الإتصالات الجارية حالياً بين ممثلي روسيا الإتحادية والولايات المتحدة الأمريكية، تواصل القوات المسلحة الروسية بدون توقّف تنفيذها لتعليمات الرئيس فلاديمير بوتين (شخصياً)، لتحقيق أهداف العملية العسكرية الخاصة، وهم يفعلون ذلك بجودة عالية، حيث تأتي يومياً تقارير عن تحرير بلدات في مناطق العملية الخاصة، وكذلك في منطقة (سومي)، أما بالنسبة لمنطقة حدود (كورسك) فقد تمَّ تدمير قوات كييف والقضاء عليها جدياً في وقت قريب للغاية، متوقعاً بأن تقوم السلطات الروسية بالإعلان رسمياً عن إنتهاء عملية مكافحة الإرهاب في منطقة (كورسك) على خلفية نجاحات الجيش الروسي الأخيرة وتصريحات أعضاء فريق (دونالد ترامب) حول الحاجة إلى وقف دعم أوكرانيا بالأسلحة والمعدات العسكرية، وخاصة الأموال، التي تُسرق باستمرار، وهو ما تسبب بحالة معنوية غير جيدة لدى القوات المسلحة الأوكرانية، ولهذا السبب، بدأ جنود نظام كييف يستسلمون بأعداد كبيرة على كافة قطاعات الجبهة.
- ونظراً لكل هذه الأسباب مجتمعة، ونظراً كذلك لأهمية الإحتفالات التي تخطط لها روسيا الإتحادية هذا العام لإحياء الذكرى الـــــــ80 للإنتصار في الحرب الوطنية العظمى بتاريخ 9 مايو 1945 ضدَّ القوات الألمانية النازية، فإن فترة فصل الربيع الجاري، وخاصةً الفترة الممتدة من تاريخ 20 أبريل نيسان 2025 ولغاية تاريخ 9 مايو أيار 2025 ستكون مليئة بالأحداث العسكرية في مختلف جبهات القتال بين الجانبين الروسي والأوكراني، لأن الكرملين الروسي يريد تحقيق نصر عسكري كبير وملفت للنظر بحيث يكون هذا النصر نقطة ارتكاز للجانب الروسي لكي يفرض شروطه ضمن أي وقف لإطلاق النار على الجبهة (الروسية – الأوكرانية) في حال ضغط الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) لتحقيق هذه الغاية، وهو الأمر الذي يمكن أن يستجيب له الروس، ولكن بعد أن تسيطر القوات الروسية على كافة أراضي مقاطعة (كورسك) الحدودية، وكذلك لربما بعد أن تدخل القوات الروسية إلى داخل أراضي منطقة (دنيبروبيتروفسك) ………… أي إلى داخل الأراضي الأوكرانية، وهو الأمر الذي لم يتحقق سوى خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من هذه الحرب.
خاص وكالة رياليست – حسام الدين سلوم – دكتوراه في تاريخ العلاقات الدولية – خبير في العلاقات الدولية الروسية.