باريس – (رياليست عربي): كتبت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن السعودية تقلل اعتمادها على الولايات المتحدة، حيث تبتعد المملكة العربية السعودية بشكل متزايد عن التعاون الوثيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتكتب العديد من مراكز التحليل الأجنبية عن هذا الأمر.
يحاول الأمريكيون الآن تصحيح الوضع، لكنهم يفعلون ذلك بشكل سي،ن حيث لا توجد علاقات ودية على مستوى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يدير البلاد فعلياً، والرئيس الأمريكي جو بايدن، وبدون علاقات جيدة، لا تسير الأمور في الخليج العربي.
المملكة العربية السعودية نظام ملكي، والعلاقات مع العائلة المالكة مهمة للغاية، لكن الأميركيين أثاروا هذا الوضع جزئياً، أولاً، حقيقة أنهم حاولوا التدخل في الشؤون الداخلية للمملكة، وأثاروا أسئلة حول الديمقراطية وما إلى ذلك، مما تسبب في تهيج القصور الملكية، الآن، بالمناسبة، لم يعد الأمريكيون يتدخلون في هذه القضايا، لأن المال أكثر أهمية بالنسبة لهم. إنهم يريدون إنقاذ استثماراتهم، ويريدون من الأمراء السعوديين مواصلة شراء الأوراق المالية الأمريكية وعدم سحب أصولهم من الولايات المتحدة.
الآن تولت الرياض عصا الانسحاب المتبادل من بعضها البعض، وتتطلع السعودية إلى شركاء آخرين، ولديها الكثير من البدائل، لكنها تحدد لاعبين رئيسيين، كما كتبت لوموند، وهما الصين وروسيا، وهذه الملاحظة، بالطبع، جديرة بالملاحظة، لأنه كانت هناك أوقات كانت فيها العلاقات بين الرياض وموسكو أقل بكثير مما هو مرغوب فيه، والآن هذا تفاهم متبادل جيد للغاية، وهذا تعاون وثيق داخل منظمة أوبك+، فقد تعهدت روسيا بخفض الإنتاج إلى 500 ألف برميل يومياً بحلول نهاية العام، وتقوم المملكة العربية السعودية بتخفيض إنتاجها من النفط عدة مرات – كل هذا من أجل الحفاظ على سعر النفط عند مستوى لائق.
الأمريكيون منزعجون من هذا، لكنهم لا يستطيعون فعل أي شيء حيال ذلك، وهذه حقائق موضوعية تعمل على تعزيز العلاقات بين السعودية وروسيا، والأهم من ذلك بالطبع هو التعاون الاقتصادي المتنامي بين المملكة العربية السعودية والصين، وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ في المملكة العربية السعودية في ديسمبر 2022، حجم التعاون بين الدول كبير – ما يصل إلى 20٪ من إمدادات النفط إلى الصين تأتي من المملكة العربية السعودية، وكل هذا يستلزم التفاهم السياسي، الذي لا يمكن إلا أن يقلق ويغضب واشنطن.
كما أن أمريكا تفقد نفوذها السابق في منطقة الخليج العربي وتفقد الأولوية في علاقاتها مع المملكة العربية السعودية، الأمر الذي، مرة أخرى، لا يمكن إلا أن يقلق ويغضب واشنطن.