يريفان – (رياليست عربي): يواجه نيكول باشينيان أخطر تهديد بإقالته من منصبه كرئيس لوزراء أرمينيا في السنوات الثلاث الماضية، لكن مناورة رئيس الأساقفة المعارض باغرات جالسستانيان يعوقها ضعف المعارضة، كما يقول الخبراء.
وقد استؤنف العصيان المدني في يريفان، وتصاعدت التوترات، حيث اعتقلت الشرطة المتظاهرين الأكثر نشاطاً بقسوة شديدة، وفي الوقت نفسه، كرر باغرات جالسستانيان، الذي رشحه المتظاهرون كمرشح لرئاسة الوزراء، مرة أخرى دعوات باشينيان إلى الاستقالة.
واعتقل أكثر من 280 ناشطاً في يريفان خلال احتجاجات حاشدة تطالب باستقالة رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، ومن بين الذين اعتقلتهم الشرطة أعضاء في فصيل المعارضة “أرمينيا” أشوت سيمونيان وأرتور سركسيان، وفي الوقت نفسه، انتشر على الإنترنت مقطع فيديو للاعتقال القاسي لسيمونيان، وكما تبين لاحقاً، تم إيقاف الشرطي الذي ضرب النائب على وجهه عن العمل، وفتح تحقيق داخلي بحقه.
وتم إطلاق سراح جميع المعتقلين خلال الاحتجاجات بعد عدة ساعات من انتهاء المسيرات الصباحية.
وبدأت أعمال العصيان المدني في الصباح الباكر من يوم 27 مايو في أجزاء مختلفة من أرمينيا، وقام المتظاهرون، بقيادة زعيم حركة المعارضة “تافوش من أجل اسم الوطن الأم”، رئيس الأساقفة باغرات جالسستانيان، بإغلاق الطريقين السريعين يريفان-أشتاراك ويريفان-أرمافير، بالإضافة إلى عدة شوارع في العاصمة، وعلى وجه الخصوص، قام زعيم الحركة الاحتجاجية بنفسه بإغلاق الطريق أمام حركة المرور عند تقاطع شارع أبوفيان وشارع سايات نوفا، ووضع سيارته ذات الدفع الرباعي السوداء هناك.
وقد أثار استياء المشاركين في الاحتجاج قرار ترسيم الحدود مع أذربيجان. وتتهم المعارضة باشينيان بالتنازل عن الأراضي من جانب واحد، في الوقت نفسه، يعتبر رئيس الوزراء نفسه القرار ضروريا لتجنب صراع جديد.
وكانت قد اقترحت المعارضة الأرمينية باغرات جالسستانيان لمنصب رئيس الوزراء بدلاً من باشينيان.
كما ظهرت شخصية جالستانيان في الفضاء الإعلامي في أوائل شهر مايو، بسبب عدم رضاهم عن قرار تحديد وترسيم جزء من الحدود بين أرمينيا وأذربيجان، حيث اتحد سكان منطقة تافوش حول رئيس الأساقفة باغرات، وبعد عدة أسابيع من التحركات المحلية، توجهت المسيرة الاحتجاجية إلى العاصمة سيراً على الأقدام.
وتعد حركة جالستانيان أول سابقة في تاريخ أرمينيا ما بعد الاتحاد السوفيتي عندما يقود احتجاج المعارضة ممثل الكنيسة. ووسط المسيرات، قال رئيس الوزراء نيكول باشينيان إن الكنيسة الرسولية الأرمنية أصبحت “عامل نفوذ” منذ العصور التاريخية ووعد بحل هذه القضية خلال “شهرين إلى ثلاثة أشهر”، وعلى وجه الخصوص، أشار فريق باشينيان إلى أن الكنيسة الرسولية الأرمنية لديها مناطق قد تكون ذات أهمية للدولة، وشدد أيضاً على إمكانية إلغاء المزايا الضريبية للكنيسة.
وعلى الرغم من نشاط حركة باغرات جالسستانيان الاحتجاجية، إلا أن الخبراء يؤكدون أن “تافوش من أجل اسم الوطن” ليس لديه أي فرصة لإزاحة الحكومة الحالية، وأي عملية سياسية من هذا النوع لا يمكن أن تكون ناجحة وتؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوة إلا إذا كانت مصحوبة بانقسام في النخب الحاكمة، و “حتى الآن، لا يوجد أي علامات على وجود انقسام بين النخب في أرمينيا”.
بالتالي، فإن دعم حكومة باشينيان من الدول الغربية، بما في ذلك تركيا وأذربيجان، يمكن أن يمنع المتظاهرين، إن الدول الأجنبية راضية عن توجهات السياسة الخارجية للحكومة الحالية، وهذا يجعل من الصعب على المتظاهرين إزالة السلطة.
حالياً، إن النظام مستقر تماماً، ورئيس الأساقفة باغرات، والأشخاص الذين يدعمونه، وقوى المعارضة الأخرى ليس لديهم أجندة إيجابية منهجية جادة، كما أن المعارضة ككل لا تحظى بشعبية كبيرة، بالتالي، إن التهديد بإقالة نيكول باشينيان أصبح الآن الأكثر واقعية في السنوات الثلاث الماضية، لكن إن المخاطر لم تصل بعد إلى مستويات حرجة، ويمكن للسلطات السيطرة على الوضع.