قال مصدران أمنيان تركيان إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ترأس اجتماعاً أمنياً طارئاً في وقت متأخر من مساء يوم الأمس الخميس 27 فبراير/ شباط الحالي، لبحث أحدث التطورات في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
في تصعيدٍ لافت يوم الأمس، لم يسبق أن حدث منذ بدء الأزمة السورية وعلى الرغم من تدخل أطراف خارجية إقليمية ودولية في كل تفاصيلها، إلا أن الأمس كان تطوراً خطيراً، جاء بعد عدة مواقف سلبية تركية تجاه الإتحاد الروسي، الامر الذي أدى إلى نشوب خلافات مبطنة وغير ظاهرة، فلقد إعتذرالرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر الكرملين، عن عدم حضور اجتماع في إسطنبول، لأن لديه إرتباطات، وعقب هذا التصريح مباشرة، إستهدفت قوات تركية في إدلب بصواريخ أمريكية محمولة الطائرات الحربية الروسية والسورية معاً، ليأتي لاحقاً خبر إستهداف الرتل العسكري التركي على محور جبل الزاوية في ريف إدلب.
يأتي هذا التصعيد بعد إشتباكات عنيفة على محور مدينة سراقب، حيث حاول النظام التركي والتنظيمات الإرهابية الموالية له بإعادة السيطرة عليها، لكنهم فشلوا رغم الزج بإنغماسيين وإنتحاريين بعربات مفخخة وغير ذلك، لكن بعد وقت لاحق من إستهداف الرتل التركي غير المتوقع، طلب الرئيس أردوغان عقد اجتماع أمني طارئ لبحث تطورات الوضع في إدلب لبصلوا إلى نتيجة مفادها أنهم سيردون على الغارات الروسية بإستهداف مواقع الجيش السوري، فلقد طلب أردوغان من موسكو فتح المجال الجوي لنقل القتلى والمصابين لكن روسيا رفضت ذلك بشكل قاطع.
وفي معلومات غير مؤكدة أن النظام التركي طلب مجدداً تدخل حلف شمال الأطلسي – الناتو في إدلب على خلفية هذا الهجوم، لكن قطع شبكة الإنترنت في تركيا حالت دون معرفة التفاصيل إلا عبر وكالات أنباء تركيا الرسمية، في حين وردت معلومات تقول إن مظاهرات تركية غاضبة خرجت في عدة مدن تركية مطالبة بالإنسحاب التركي الفوري من سوريا ووقف المعاك على خلفية مقتل عشرات الجنود الأتراك.
من هنا، عن الحرب الدائرة في إدلب، يبدو انها إنتقلت إلى مستوى تصعيدي جديد، وأصبحت القوات الروسية تضرب وتستهدف الأرتال والتعزيزات التركية بشكل مباشر ما يعني أن ما كانت تحاول به الولايات المتحدة الأمريكية قد نجح إلى حدٍ ما، لكن مع دخول لاعبين آخرين لا يُعرف كيف سيكون شكل التطورات ما بعد مقتل الأتراك، وكيف سترد تركيا وسط إغلاق المجال الجوي السوري، وفي وجود عين ثاقبة روسية تتحين الفرصة للإنقضاض على أي هدف يقوض العملية العسكرية في إدلب ومحيطها.
في سياقٍ متصل، سارعت إسرائيل في دعم النظام التركي مستهدفة من الجولان السوري المحتل مدينة القنيطرة وبعض المناطق من ريفها، لتشتيت الإنتباه وصرف النظر عن الخيبة التركية والهزائم التي لحقت بها، أما لجهة إستقدام تعاون غربي لتركيا، فهذا أمر لن يحدث لأن أغلب الدول الغربية رفضت هذه العملية وما قبلها أي عملية نبع السلام في شمال شرق سوريا، وبحسب معلومات أن الأتراك طلبوا من بعض الدول التدخل يبدو أنها رفضت، فتم فتح المجالين البحري والبري أمام النازحين إلى أوروبا، فهذا الرد لن يغير من موقف الغرب شيئاً إذ من الممكن إيجاد حلله على أن يذعنوا لأردوغان وتهديداته المستمرة.
فريق عمل “رياليست”