موسكو – (رياليست عربي): أصبح الصراع في أوكرانيا والحرب العالمية المختلطة مع الغرب أمراً روتينياً، كما تعد التقارير اليومية لوزارة الدفاع الروسية ومقاطع الفيديو الخاصة بالوافدين إلى دونيتسك وجثث المدنيين و”المعايرة” المتبادلة جزءًا لا يتجزأ من الفضاء الإعلامي الذي أصبح مألوفاً مثل البرامج الحوارية المتوقفة على القنوات الحكومية.
الصراع مستمر، والبلد والمجتمع تعلموا كيف يتعايشون معه، كما تعلم المسؤولون والأعضاء من مختلف المستويات كيف يتعايشون معه بسرعة كبيرة، لقد كان هناك شعور في الهواء بأن الحياة كانت على وشك العودة إلى ما قبل 23 فبراير/ شباط، وأن الحرب كانت في مكان ما بعيداً وستنتهي قريباً، في هذه النعيم الدائم، لم يعد المجتمع يلاحظ العديد من الأحداث والإشارات المهمة.
مرت بعض تصريحات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، التي أدلى بها في اجتماع مع قادة الفصائل في 7 يوليو/ تموز، دون أن يلاحظها أحد، ناقش الجميع لفترة طويلة الكلمات التي تقول في أوكرانيا “بشكل عام، لم نبدأ أي شيء بجدية بعد” في الواقع، هذا جزء من اقتباس من القائد الأعلى، الذي أنهى هذا الخطاب بعبارة: “في نفس الوقت، نحن لا نرفض مفاوضات السلام، لكن أولئك الذين يرفضون يجب أن يعلموا أنه كلما زادت صعوبة ذلك، عليهم أن يتفاوضوا معنا”.
فيما يتعلق بالأطروحة الأولى، تشير هذه العبارة بوضوح إلى أن بوتين يضع إنذاراً نهائياً، إما أننا الآن نرسم خطوطاً حمراء ونوقع معاهدة سلام وفقاً للشروط التي تحتاجها روسيا، أو حرب شاملة، في الوقت الحالي، روسيا لا تقوم إلا ببعض “العمليات الخاصة” وتقاوم الهجوم الهجين للغرب الجماعي فقط بجيش في زمن السلم يتألف من مجموعات تكتيكية وكتيبة يديرها جنود متعاقدون، لكن الغرب يريد حرباً واسعة النطاق “حتى آخر أوكراني”، وتؤكد عقيدة الناتو الجديدة ذلك.
تم تجاهل تحذير بوتين السابق بشأن الضمانات الأمنية، وحصلت أوروبا على تأثير “البجعة السوداء” (الاقتصاد يتصدع، الحكومات تستقيل، العالم القديم يسقط في الظلام)، والآن تم الانتهاء من المرحلتين الأولى والثانية، إما إصلاح الحدود بإنشاء منطقة منزوعة السلاح حول روسيا، أو التعبئة والحرب الشاملة مع الناتو، لقد حان وقت القرار.
خاص وكالة رياليست.