واشنطن – (رياليست عربي): قالت وزارة الدفاع الأميركية – البنتاغون، إن الولايات المتحدة دفعت بالمزيد من الجنود إلى مطار العاصمة الأفغانية كابول، من أجل تأمينه، فيما تتواصل عمليات إجلاء آلاف الأشخاص إلى خارج البلاد، طبقاً لقناة “سكاي نيوز عربية“.
فشل ذريع
منذ أكثر من عقدين والولايات المتحدة تظاهرت بأنها تكافح الإرهاب في أفغانستان، في حين أن تواجدها هو ضبط التحرك الصيني والروسي، خاصة من الناحية الاقتصادية، أيضاً لبسط السيطرة على مخزون البلاد الهائل من الثروات المعدنية، لكن وخلال كل تلك الأعوام، لم ينتهِ الإرهاب، ولم يتم القضاء على حركة طالبان، لا بل في السنوات الأخيرة، تم التعامل معها كقوة فاعلة على الأرض ويجب التعاون معها، كما حدث مع الحوثيين في اليمن، وكما يحدث الآن مع قوات سوريا الديمقراطية – قسد في سوريا، وبعض الفصائل في العراق، وحتى في لبنان مع احزاب سياسية تتحكم بها السفارة الأمريكية في بيروت، بالتالي، أياً من الأهداف الأمريكية لم يتحقق في أفغانستان.
وفرضية إجلاء الرعايا الآن ما هي إلا ذريعة تتستر بها الإدارة الأمريكية لتبيان أنها لم تُهزم بعد، لكن بهذه العملية المتسارعة، تكون قد خسرت طالبان، والحركة اليوم بعد أن سيطرت على كل شيء بما فيها مؤسسة الدفاع ومخازن الأسلحة، إضافة إلى ما تمتلكه من ترسانة عسكرية لا أحد يعلم كيف وصلتها، لكن في معلومات كثيرة قيل إنها “أمريكية الصنع”، بالتالي، التصريحات الأمريكية اليوم لم تعد ذات نتيجة أو فائدة، فالتصريحات والبيانات عكست حجم الفشل الكبير لما تسمّى دولة عظمى، إلا من الناحية الاقتصادية حيث جمدت كل أصول البنك الأفغاني المركزي، وبالطبع يبقى لديها سلاح واحد وهو (العقوبات الاقتصادية).
النتائج
إن الفشل الأمريكي فتح الباب أمام المعارضة الأفغانية لأن تستثمر الأوضاع وتتشارك في السلطة، وتشير المعلومات إلى اتفاق تم بين أحمد مسعود، نجل أحمد مسعود شاه والحركة، فحواه إعلان البيعة لطالبان مقابل مشاركته في الحكم وتولي الطاجيك مراكز مهمة في أية حكومة مقبلة.
أيضاً، هناك معلومات تتحدث عن تحركات صينية – روسية – باكستانية – هندية للتقرب من الحركة لأجل استثمارات مستقبلية واستكمال الحالية، ما يعني أن الولايات المتحدة وأوروبا فقدوا منجماً هائلاً من الثروات جراء فشلهم هذا، زد على ذلك، أن نتائج الهزيمة هذه ستنعكس على جملة من الملفات الأخرى وهي، تقلبات في حكومة برزاني شمال العراق، إذا لم نقل مرحلة انهيار مرتقبة، كذلك قسد الانفصالية في سوريا، إلى جانب انهيارات متتالية لجيوب الإرهابيين المنتشرين في بعض الجغرافيا السورية، وتوقف الحرب اليمينة، وخسارة حلفاء واشنطن في لبنان بعد مدة من الزمان.
بالنتيجة، هذه هزيمة شنيعة لدولة تصف نفسها بالعظمى، لكن بمقابل ذلك تُبقي الولايات المتحدة مسألة (حقوق المرأة الأفغانية) كمحاولة للتدخل في الوضع الجديد الذي سيحدث، وآخر الأمور، لن نستبعد أن تعترف بحكومة طالبان كحكومة شرعية مستقبلاً، لكن إلى أن يحدث ذلك، يبدو البنيان الذي أقامته واشنطن خلال فترات أكثر من رئيس أمريكي إنهار، وعملية الإصلاح ستتطلب مخططات جديدة قد تدوم لعقود أخرى.
خاص وكالة “رياليست”.