بريتوريا – (رياليست عربي): أعدت الدول الأفريقية مقترحات لحل النزاع في أوكرانيا، على أساس وقف فوري لإطلاق النار، فقد علن عن المبادرة رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا – وهو يتفاوض بانتظام مع الزعيم الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.
المبادرة الإفريقية
قال سيريل رامابوزا إن البلدان الإفريقية تعمل “بهدوء” على محاولة إقناع روسيا وأوكرانيا ببدء المفاوضات، والمنطقة قلقة من الأزمة لأنها تؤثر سلباً على الدول الإفريقية.
وأشار الزعيم الجنوب إفريقي إلى أنه يتواصل بانتظام مع رئيسي البلدين. في المكالمة الأخيرة في 12 مايو، أخبر رامابوزا بوتين بفكرة القادة الأفارقة (على وجه الخصوص، اقتراح وقف إطلاق النار) – وأيدها الرئيس الروسي، وفقاً للكرملين، وكما ذكر زعيم جنوب إفريقيا، لم ترفض موسكو أبداً “العمل على المسار الدبلوماسي” في الوضع حول أوكرانيا، وفي اليوم التالي تواصل رامايوزا مع زيلينسكي حول ذات الموضوع.
جوهر الفكرة
لم يتم الكشف رسمياً عن البنود الرئيسية للمبادرة الأفريقية، ومع ذلك، وفقاً لبريتوريا، يدعو الاقتراح إلى وقف فوري لإطلاق النار وإلى أن تصبح الأمم المتحدة المنصة الرئيسية لحل الأزمة، حيث يتم إعداد المهمة من قبل مؤسسة برازافيل، وهي منظمة غير ربحية تقوم بتطوير مبادرات في مجال منع النزاعات وحلها.
وبحسب رئيس لجنة العلاقات الخارجية والتعاون في برلمان جنوب إفريقيا، سوبرا ماهومابيلو، فإن الدول الإفريقية بحاجة إلى إشراك دول الناتو في عملية التسوية، حيث يعتمد عليها زيلينسكي، بينما يمكن لبوتين اتخاذ القرار بنفسه، بالإضافة إلى ذلك، تحث المجموعة الإفريقية الآن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على دعم مبادرتها.
وكما أشار رامابوزا، اتفق رئيسا روسيا وأوكرانيا على قبول بعثة الدول الأفريقية في موسكو وكييف، بالإضافة إلى أعضاء من جنوب إفريقيا، ستضم ممثلين عن مصر وزامبيا وجمهورية الكونغو والسنغال وأوغندا، وسيرأسها رئيس جزر القمر، غزالي أسوماني، الذي يترأس الاتحاد الأفريقي.
وبحسب وزير خارجية جنوب إفريقيا، ناليدي باندور، سيضم الوفد رؤساء ست دول أفريقية. ومن المتوقع أن يلعب رامابوزا وزميله السنغالي ماكي سال دوراً رئيسياً.
الآن، تقوم الدول الإفريقية بتنسيق شروط ووقت رحلتهم التي تستغرق أربعة أيام إلى موسكو وكييف، ومن المقرر أن تكون الرحلة في الأسابيع المقبلة – حدد المدير العام لوزارة خارجية جنوب إفريقيا زين داغور أن الجولة من المقرر أن تتم في أوائل يونيو. ومن المتوقع عقد مزيد من الاجتماعات على هامش القمة الروسية الأفريقية المقرر عقدها في سان بطرسبرج في نهاية يوليو.
رد الفعل الدولي
أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف استعداد موسكو لدراسة مقترحات الدول الإفريقية، لكنه لم يتلقها حتى الآن على الورق، كما أعلن السكرتير الصحفي للرئيس الأوكراني سيرهي نيكيفوروف عن استعداده لقبول مهمة الدول الأفريقية – ووفقاً له، فإن زيلينسكي سيدعو الزائرين للانضمام إلى “صيغة السلام” في كييف.
من جانبها، الأمم المتحدة مستعدة لدعم أي مبادرات سلام، إذا امتثلت للقانون الدولي، وبدورها، صرحت الولايات المتحدة بأنها ستدعم فقط اقتراح سلام “موثوق وقابل للتطبيق”.
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل إلى أن واشنطن تواصل “العمل بشكل وثيق” مع الشركاء الأفارقة، بما في ذلك بشأن القضية الأوكرانية، وقال إن روسيا “ليس لديها مصلحة كبيرة” في عملية السلام.