أنقرة – (رياليست عربي): قال مسؤولون أتراك إن الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين سيجريان محادثات يوم الأربعاء تتناول الحد من العنف الذي تجدد في شمال غرب سوريا وكذلك احتمال توسيع مبيعات نظم الدفاع العسكرية الروسية لأنقرة، طبقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.
وسيستضيف بوتين الرئيس التركي في منتجع سوتشي الروسي على البحر الأسود حيث سيضغط أردوغان من أجل العودة إلى وقف لإطلاق النار اتفقا عليه في العام الماضي لإنهاء هجوم للجيشين الروسي والسوري على المقاتلين المدعومين من تركيا في محافظة إدلب السورية.
إن القمة المرتقبة التي ستجمع أردوغان بنظيره الروسي يوم الأربعاء المقبل، لا شك أنها تأتي في توقيت حساس جداً، لكنها لن تكون في صالح تركيا كما كل مرة، لقد أخطأ أردوغان مجدداً بحق روسيا وهذه المرة من أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عندما أنكر أحقية روسيا في شبه جزيرة القرم، لم ترد روسيا على تركيا بعد، لكنها تملك من أوراق الرد الكثير، لعل الورقة الأبرز هي الغارات غير المسبوقة التي استهدفت بها الشمال السوري بعد خطاب أردوغان مباشرةً.
هذه القمة لن تخدم تركيا كما كل مرة، بالأمس تحديداً، رحبت الولايات المتحدة الأمريكية بفتح الخطوط الجوية بين الأردن وسوريا، كذلك، كانت واشنطن من أول المبادرين للتخفيف من قيود قانون قيصر من أجل مد خط الغاز المصري إلى لبنان عبر سوريا، قد لا تكون هذه الأمور بالشيء المهم، لكنها ستُصرف حتماً في التطورات اللاحقة، ويكفي ان روسيا لن تسمح لتركيا بالتمادي أكثر من ذلك، ولن تنجر للوعود التركية حيال صفقة “إس -400” التي عادت لطرحها قبيل اجتماع الرئيسين.
إن الجيش السوري أعد العدة ومعركة التحرير جاهزة، وتركيا تعلم ذلك جيداً، فسبق وأن أخطرت الفصائل الإرهابية المسلحة بأن تتحضر جيداً فالمعركة قد تشتعل في أية لحظة، وهذا قبل تحرير درعا جنوب البلاد، الآن مع تحريرها تغيرت الخارطة الميدانية، وأصبحت العين نحو الشمال السوري.
إن اللقاء الذي سيكون جله عن ادلب السورية لن يحقق من أمره شيء، لأن مشروع تركيا في سوريا فشل حتى وإن رأى البعض أنها لا تزال تسيطر على مساحات واسعة شمالاً وشرقاً، لكن الحقيقة أن الجميع بدأ يتلمس رأسه ويريد قطف ثمار تدخله سواء سلباً أو إيجاباً من أجل دوران عجلة الاقتصاد وتركيا وتدخلها عامل معيق لهذا الأمر.
من هنا، ما إن تتفق الرؤوس الكبار، حتى لن يكون هناك أي دور لتركيا، لأن المؤشرات تبين ليونة في الموقف الأمريكي تجاه سوريا، وهناك تقارب رؤى بين واشنطن وموسكو، والجميع يعرف كيف تجيد أنقرة الرقص على الحبال.
خاص وكالة “رياليست”.