تجري كل من الصين وروسيا وإيران مناورات بحرية مشتركة لمدة أربعة أيام في خليج عُمان، إنطلقت يوم أمس الجمعة 27 ديسمبر/ كانون الأول ولغاية 30 من الشهر الجاري 2019، تزامناً مع التوتر المستمر بين واشنطن وطهران في هذه المنطقة المهمة إقتصادياً، طبقاً لقناة السي إن إن الأمريكية.
يعتبر خليج عُمان موقعاً مهماً كان نقطة تجاذب للتوترات الجيوسياسية في العام 2019 بعد ضرب ناقلتي النفط وإلقاء اللوم والتهم على إيران، تطور الأمر لإحتجاز ناقلات نفط من قبل طهران ومن ثم إطلاقها في حرب مياه لا تقل أهمية عن الحرب العسكرية في أي موقع آخر.
فهذه المناورات من دون أدنى شك يجتمع فيها ألد أعداء واشنطن الذين تعتبرهم قوة إقتصادية تقف في وجه هيمنتها الاقتصادية وحجر عثرة في طريقها، رغم العقوبات المفروضة على إيران، ورغم طلب الإدارة الأمريكية بأن ترسل شرطة على شكل ناتو بحري لحماية الخليج، فالمناورات اليوم تمثل تحد لواشنطن، و يمكن اعتبار هذه المناورات بأنها يمكن أن تكون إشارة إلى وجود توافق روسي-إيراني-صيني على تصور أمني معين خاص بهذه المنطقة.
فالمناورات ليست عسكرية بشكل صريح و لكنها تحاكي إخماد حرائق السفن وتخليصها من عمليات القرصنة والهجوم المباغت والرمي، و ذلك في إشارة لأي محاولات تضر بمصالح التجارة العالمية في هذه المنطقة البحرية، و لا يمكن بشكل عام هنا أن تكون هذه المناورات موجهة بشكل مباشر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، و لكن تندرج هذه المناورات تحت عنوان “أن هناك توافق روسي-إيراني-صيني” لا أكثر و لا أقل. و أكدت على ذلك الصين، حيث إعتبرت الحكومة الصينية أنه أمر طبيعي وليس إستفزازياً لأي جهة كانت، وغير مرتبط بالأوضاع الإقليمية التي يعاني منها الشرق الأوسط، أو صلة بين تحالفات روسيا وإنخراطها بعدد من الملفات التي تتشابك فيها مع واشنطن.
هذه المناورات، بالفعل لها أهمية، حيث أن هذه المناورات تُقام في بقعة بحرية على قدر كبير من الأهمية، سبق وأن عاشت أوضاعاً إرهابية وإستهدافات، و تريد هذه القوى الثلاث فقط تسجيل موقف، بأنها يمكن أن تقوم بحماية المياه الدولية و حماية ممرات النقل البحري في المناطق البحرية الحيوية كمضيق هرمز وباب المندب، كما تفعل الولايات المتحدة الأمريكية من خلال قواعدها العسكرية الواقعة في دول الخليج العربي.
من هنا، إن المناورات البحرية المشتركة بين دولتين نوويتين و دولة إقليمية ذات ثقل عسكري واضح-إيران، يشكل دعماً صينياً-روسياً (وهما دولتان تقعان تحت طائلة العقوبات الأمريكية) لإيران- الأخت الشقيقة لهما في نظام العقوبات الأمريكية. و لكن هذه المناورات ليس لها أهمية عسكرية تذكر، لا من حيث عدد القطع البحرية و لا من حيث تكتيكات هذه المناورات. فالولايات المتحدة ما زالت هي القوة البحرية الأولى في العالم و لا تستطيع أي قوى مجتمعة أن تهددها بحرياً. و بالطبع هذه المناورات منطقياً جاءت بتنسيق مسبق مع القطع البحرية الأمريكية المنتشرة في هذه المنطقة من أجل عدم حدوث أي إصطدامات.
فريق عمل رياليست