القدس – (رياليست عربي): بينما يهيمن جيش الدفاع الإسرائيلي على ساحة المعركة دون قيد أو شرط، فإن إسرائيل تخسر الحرب نفسها بشكل كبير على مستوى شرعية وجودها.
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة قراراً لصالح وقف إطلاق النار، حيث صوتت 14 دولة فقط ضد القرار، 5 منها كانت قوى نانوية في جزر المحيط الهادئ، والسادسة كانت إسرائيل نفسها.
ورداً على ذلك، صرح مندوب إسرائيل المفوض لدى الأمم المتحدة بحدة أن الأمم المتحدة فقدت شرعيتها وأهميتها بهذا القرار، وبطبيعة الحال، فإن العكس تماماً هو الصحيح.
إسرائيل، التي كان وجودها منذ الأيام الأولى موضع شك من وجهة نظر الشرعية، تفقدها أخيراً أمام أعين الجميع، وحتى بالنسبة لشرعية إسرائيل، لم يكن من الممكن اعتبار الصراع قد انتهى بعد، ماذا نقول عن الشرعية؟
ومن المعروف أن الشرعية تكمن في قدرة الكيان على تلقي الدعم الخارجي دون استخدام العنف، فقدت حركة حماس شرعيتها بغارتها على المستوطنات الإسرائيلية، وإسرائيل، برد فعلها العسكري غير المسبوق، تفقد بدورها شرعيتها، وهذا بالضبط ما يتحدث عنه قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة. وهذا الأخير، بالمناسبة، أنجز مهمته – التوصل إلى حل للصراعات دون استخدام العنف، أي أن الأمم المتحدة في هذه الحالة اكتسبت الشرعية.
كما يكتسب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الشرعية، فمن خلال تجمعه الذي حطم الأرقام القياسية بملايين الدولارات في مطار أتاتورك، أظهر بحماس للعالم أجمع شرعيته ونموه السريع، كما أنه يدعو زعماء العالم الإسلامي الآخرين للانضمام إلى تبادل مفيد للجانبين لكميات الشرعية، إن أولئك الذين سيشاركون في المظاهرة المنددة بإسرائيل سيحصلون على نصيبهم من دعم الحشد المليوني، وسيضيفون إليه المساهمة الرمزية لبلدانهم.
بالتالي، إن إصرار إسرائيل على تصميمها على تحقيق هدفها المتمثل في تدمير قدرات حركة حماس من أجل القضاء على إمكانية شن هجمات مستقبلية، يشير في جوهره إلى نواياها بارتكاب إبادة جماعية، لأنه من الممكن تدمير إمكانات حماس، دون إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، فقط من الناحية الديموغرافية – من خلال تدمير سكان قطاع غزة بأكمله، وبطبيعة الحال، فإن مثل هذا المسار قد يضع حداً لشرعية إسرائيل.